كتب هشام صلاح
شادية لمن لا يعرفها
=========
شادية اعتزلت الفن عام ١٩٨٦ وعاشت حياتها في منزلها المطل على حديقة الحيوان بالجيزة في هدوء تام ؛؛ كانت تصحى بدرى وبالتحديد الخامسة صباحا تصلي وتفطر وبعدها تنام وتصحى الساعه 11 تقرأ القرأن ؛؛ مكنتش بتخرج من منزلها إلا نادر جدا ومعظم خروجها كان علشان تروح إلى «مؤسسة شادية الخيرية» في منطقة الهرم ؛؛ كانت بتروح مرة كل شهر علشان تشرف بنفسها على الخدمات المجانية الاجتماعية اللى بتتقدم للفقراء من خلال دار للأيتام ومستشفى خيري ومسجد؛؛ بالإضافة إلى مستشفى كمان ودار ايتام في منطقة الجيزة ومسجد في المعادى
؛؛ شاديه عاشت لوحدها في شقتها وليس معها سوى الخادمة وسائقها وأحد أقاربها ؛؛ الوحيد اللى كان مواظب على زيارتها هو المهندس هشام عماد حمدى نجل الفنان الراحل عماد حمدى الوحيد للاطمئنان على صحتها بشكل يكاد يكون يوميا لأنه يعتبرها بمثابة والدته لأنها هي التي ربته
؛ شاديه اتعرض عليها ترجع تمثل تانى وراح لها أدوار كتير لكنها رفضت وثبتت على مبدأها فى أعتزال الوسط اللى كانت بتعتبرة توبه وعودة الى الله ؛؛ وكان من أحب الرحلات لشاديه هو الذهاب إلى الأراضي المقدسة لأداء عمرة رمضان وهو تقليد واظبت عليه فترة طويله لم تنقطع عنه الا فى السنوات الأخيرة نظرا لمرضها ؛؛ ثبات شاديه بعد الاعتزال شيئ مبهر
========,
كتب الشاعر السلطان في مرثيته لها يقول :
لملم شتاتك وابكِ الشاديَ الوَتَرا
دنياك ماتت وأحيت شوكها قدَرا
من لي بصوتِ ضمير الغيب يؤنسني
في وحدة الفقد يسلي السمع والبصرا؟
وأظلمت شمس حبٍّ كان يرحمنا
فأدمتِ النور.. شجَّ صمتُها القمرا
لا حزننا وحده سرٌّ فنستره
بجهرِ مرٍّ فؤادٍ بات منفطرا
يا سكَّر الأرض أين اليومَ شاديةٌ؟
إن جفَّ نيل دموع الناي معتمرا؟