كتبت / فاطمة حسن الجعفرى
السعادة قرار ، يسعى كل إنسان إلى السعادة، فرغم اختلاف الناس
في مذاهبهم ، وأعراقهم، ومشاربهم ومبادئهم،
وغاياتهم ومقاصدهم، إلا إنهم يتفقون ،
في غاية واحدة ، وهى طلب السعادة والطمأنينة.
ولتعزيز السعادة دائما بشكل وافر وسريان واريحية ،
يقول العلم أن كل ما يساورك من أحاسيس ومشاعر ليست وليدة ،
القلب أو العقل فقط بل يتبعه تغير كيمائي معين داخل الجسم ،
وعندما تشعر بالسعادة والتفاؤل فهذا يعني أن نسبة هرمون السعادة ،
أو هرمون السيروتونين في جسمك مرتفعة لدرجة تجعلك تشعر بما
تحسه من سعادة حاليًا كما أن إنخفاض نسبة هرمون السعادة في الدم
يؤدي إلى شعورك بالإحباط فسبحان الله خلق الانسان فى احسن تقويم ،
قال سبحانه وتعالى :
(سَنُريهِم آياتِنا في الآفاقِ وَفي أَنفُسِهِم ، حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُ الحَقُّ).
هرمون السعادة والمودة وتسكين الالام
أوجده الله في جسم الإنسان و يُسمّى الأندروفين
وهو عبارة عن مُركّب طبيعي كيميائي هذا الهرمون
متى ما ارتفع شعر الإنسان بالسعادة والفرح
ومتى ما نقص شعر بالحزن والإكتئاب ،
وهو يُسمّى ب ( أكسير الحياة )
و من يتعرضون لمواقف محزنة كثيرة يعطيهم الله
الصبر على المصائب والشدائد وذلك بأن أدمغتهم
تفرز هذه المادة ( الاندروفين)
وهي حقنة ربانية لا يحصل عليها الإنسان بوصفة طبيب
ولا تباع في الصيدليات والعيادات بل تفرز من دماغ
فتعطي المرء القوة والشدة حتى يواجه
هذه والابتلاءات بصلابة وقوة .
إذا أردتم أن تتغلبوا على القلق وضغط العمل فلابد
من إفراز الجسم لهذه المادة (الأندروفين) وهى إذا
أنتجها الجسم فإنها تهدئ البال وتريح الأعصاب وتسكن الالام ،
كيفية إفراز هذه المادة :
-الخشوع فى الصلاة
إن هذه المادة لاتخرج إلا إذا عزل الإنسان نفسه
فيعيش مع ذاته ويخلو بنفسه فتخرج هذه المادة
حيث الخشوع في الصلاة خاصا أن المسلمين
لهم اتساع لعدد الصلوات في هذا المجال ،
حيث أنهم يصلون خمسآ وثلاثين صلاة في الأسبوع
وهذا غير النوافل ، فيساعد
وفي الصلاة يكون الإنسان مفصولآ عن الواقع ،
فيقوى خشوعه وهنا تخرج مادة الأندروفين بكثرة ،
وكلما قوي خشوعه ازداد راحة وطمأنينة .
ومن هنا ندرك مغزى قول النبي صلى الله عليه وسلم
لبلال رضي الله عنه ( أرحنا بالصلاة يا بلال )
تفعيل الطاقة والهرمونات فى حركات الصلاة :
فى وضع الركوع :
وفيه تنشيط لثلاث غدد متجاورة
وهي : عجب الذنب، الكلوية ، الضفيرة الشمسية ،
وهي الغدد الثلاثة التي تستقبل الطاقة من أسفل لأعلى .
وفى موضع االسجود :
ويعمل على إيقاظ وتنشيط ثلاث غدد، هي على التوالي :
(الغدد الدرقية)بالرقبة
و(الغدد الصنوبرية) بالجبهة
و(الغدد النخامية) بقاعدة المخ.
وهذه الغدد الثلاثة يتدفق إليها الدم أثناء السجود فتأخذ نصيباً
وافراً منه ، إذ أن وجودها أعلى( الضفيرة القلبية) ،
يضعف من صعود الدم بعكس الجاذبية.
ولذلك، فإن وضعية السجود تسمح بمرور كمية وفيرة من الدم
إلى تلك الغدد، مما يؤدي إلى حدوث
زيادة كبيرة في عملية استقبالها للطاقة الكونية .
وايضا من خلال النوم العميق و الإسترخاء ولو لعشر دقائق يوميآ .
و الرياضة بحيث لا تقل عن ست ساعات أسبوعيآ .
-فوائده الهرمون :
الشعور بالأُلفة والسعادة ، يقتل الألم
يُساعد في التئام الجروح وشفاء الأمراض
” لذلك نرى بعض الناس يشفى من المرض سريعا ،
بعكس غيره المصاب بنفس المرض ”
يرفع أداء النظام المناعي في الجسم
يخلق شعوراً بالحياة الطيبة والخفة والنشاط .
-كيف تجعل الهرمون يعمل في داخلك ؟
إحتضان الأطفال واللعب معهم
الجلوس مع الأسرة والأصدقاء
الجلوس على طاولة طعام واحدة مع الأسرة
القراءة الروحية فى الكتب السماوية
الذكر وكثرة الاوراد
الضحك ومساعدة الآخرين
أن تكون إنساناً إيجابياً .
تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ب6 مثل :
السبانخ ،الثوم، القرنبيط، الكرفس، السمك وخاصة التونة ،
الدجاج واللحم ، الدخن والخبز الأسمر .
-نصائح لرفع الهرمون :
لا تجلس الا مع من تحب ، ليتم المجانسة الصحيحة المفيدة
لاتؤخر الصلاة عن وقتها لان تفعيل الهرمون يكون متوافق
مع الساعة البيولوجية لمواقيت الصلاة ،
كرر ﻻ حول وﻻ قوة إﻻ بالله تفعل الهرمون فإنها ايضا
تشرح البال وتصلح الحال وتحمل بها الأثقال .
أكثر من الإستغفار فمعه الرزق والفرج والعلم النافع .
أُبسط وجهك للناس تكسب وُدّهم وألِن لهم الكلام يحبونك .
وتذكر دائماً أن ما تزرعه في عقلك تحصده في جسدك
وحياتك ، ولن تستمتع بالسعادة إﻻ إذا تقاسمتها مع الآخرين .