الرفق بالحيوان واجب على كل إنسان ضميره حي وقلبه نابض بالحياة لأن الفطرة البشرية السليمة تحتم علينا كبشر أن نرحم الكائنات الأخرى التي تعيش معنا على نفس الأرض، كل الديانات السماوية تحت مسمى الرحمة تحث الإنسان على التعامل برفق ولين مع الحيوانات التي سخرها الله لخدمة أغراضه أو لمتاعه الشخصي وتضمن له الأجر والثواب من الله على ذلك.
كلنا نعلم قصة المرأة التي دخلت النار في هرة لأنها حبستها ولم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، ونعلم أيضاً قصة الرجل الذي اشتد عليه العطش فوجد بئراً ونزل يشرب منه وعندما صعد وجد كلباً يلهث من العطش فعرف أن هذا الكلب بلغ من العطش ما بلغ منه فسقاه بحذائه فشكر الله له ودخل الجنة،للأسف الشديد قد نواجه أشخاصاً في حياتنا ينتقدون مساعدتنا للحيوانات بحجة أن البشر أولى بالمساعدة منهم، يقولون لنا إن هناك آلاف الجوعى والمرضى من البشر حول العالم فلماذا لا نقدم لهم يد العون والمساعدة أولا وبعدها ننظر لأحوال تلك الحيوانات؟
هؤلاء لا يدركون أن الحيوانات لا تعرف لغة لتشتكي بها لنا عن معاناتها وآلامها أما البشر فيستطيعون أن يشتكوا ويصرخوا ويثوروا.. هؤلاء لا يعرفون أن الحيوانات ليس لها سلطة أو نفوذ تستخدمها لتحصن أنفسها كالبشر.. أين ذهبت إنسانيتنا؟! يؤسفني أن أقول إن الحيوان أصبح إنساناً في عالمنا والإنسان أصبح حيواناً، لأن الحيوان لا يخون ولا يغدر ولا يطعن في الظهر كما يفعل البشر ببعضهم البعض.. الحيوان لا يحسد ولا يغار ولا يحقد على أبناء سلالته الأفضل منه.. الحيوان لا يقتل أخاه لينفرد بميراث أبيه ولا يفكر في إبادة أبناء جنسه بالقنابل النووية والصواريخ، بل يحميه ويرعاهم خوفاً عليهم من الانقراض والفناء ومستعد أن يضحي بحياته من أجلهم فقط لأنه يعرف المعنى الحقيقي للحب.. ألم يلن قلبك يا إنسان لترفق بهذا الحيوان؟