بقلم هشام صلاح
هزت حادثة سقوط الطفل المغربي ” ريان ” ذي 5 سنوات في بئر إرتوازية بمعمق 32 مترا قلوب ومشا عر كل العرب من المحيط إلى الخليج
يذكر أن الطفل المغربي ريان سقط في بئر عميقة يبلغ عمقها 32 مترا، في قرية أغران بإقليم شفشاون، شمالي المغرب.
وتطوف بالذاكرة العربية مأساة حادثة استشهاد الصبي محمد الدرة في قطاع غزة في الثلاثين من سبتمبر عام 2000، في اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى، والتقطت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا 2 مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر اثنتي عشرة عامًا بكتلة خرسانية لكن رصاصات ” الصمت العربى ” والتى أطلقها الاحتلال الاسرائيلى اغتالت البراءة العربية
قد سأل سائل – ولماذا هذا الربط بين الحادثتين !؟
والجواب مشاهد وواقع تعيشه الأمة العربية من خليجها لمحيطها ، فلقد وحدت الحادثتان قلوب وكلمة الشعوب العربية فهذه صفحات التواصل الاجتماعى اجتمعت كلها على دعاء واحد ” أن يشمل الله الطفل ريان برحمته وتنجح جهود إخراجه من البئر ، فهذا الحادث انصهرت من خلاله كل الخلافات والنعرات الكاذبة لنجد الجميع على كلمة سواء ترتفع فيها الأكف إلى السماء وتجأر الحناجر بالدعاء إلى الله فلا خلاف بين مغرب وجزائر ولانزاعات عرقية بين مغرب وموريتانيا واختفت حدة اللهجة بين أخواننا بالخليج وانشغل المصرييون عن متابعة مباريات فريقهم بمتابعة”ريان “
وهنا لابد من ان نعى الدرس
* فعندما ساد اعتقاد في نهايات النصف الأول من القرن التاسع عشر بأن القادم سيكون أفضل، وأن العرب لأنهم «أمة واحدة»، ستكون لهم «إمبراطورية موحدة»، فإذا بنا نجد الواقع صدمة كبرى تلقتها الأجيال العربية اللاحقة، وهي أن العالم العربي الذي كان يوصف بأنه «من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر» قد تمزق إلى ما هو عليه الوضع الآن، وأصبح هناك أكثر من 20 دولة لم تعد تجمعها إلا الجامعة العربية التي كانت قد أنشئت لتكون إطاراً لدول وشعوب من هذه الأمة الإسلامية التي وصفت في القرآن الكريم بـ«كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ».
فالاتحاد ليس خياراً استراتيجياً يلجأ إليه العرب والمسلمون عند الحاجة أو الضرورة، بل هو أصل من أصول الدين وقاعدة من قواعده العظمى، فالتفريط فيها معصية توجب غضب الله وعذابه في الدين والآخرة، قال تعالى:
«وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً» (سورة الأحزاب: 39).
وبعد – رغم أن الحادثتين مؤلمتان إلا أننا نشكر الله عليهما ، فالطفلان العربيان البريئان ” الدرة وريان ” قدما لنا درسا عمليا مفادة أن بذورالخير وأواصل الوحدة موجودة فى أعماق الشعب العربى –
فشكرا لله -تعالى – ثم شكرا للطفلين ” الدرة وريان ” فلقد حققتما ما لم تحققه السياسة والساسة فجمعتم قلوب العرب على كلمة واحدة بدعاء واحد خالص لله دونما اعتبرات سياسية او مصالح استراتيجية