إعداد/ محمد مامون ليله
الحسد تمني زوال النعمة عن الغير سواء وصلت إلى الحاسد أم لا، وهو دركات بعضها أسفل من بعض.
وهو داء خطير جدا، إذا استشرى في مجتمع؛ أهلكه؛ لن الكل ينظر إلى الكل، والجميع يتبع الجميع؛ فتنتشر العداوات بين الناس، بين العامل وزميله، والفلاح والمزارعين، والمسئولين مع بعضهم، وهكذا يتحول المجتمع إلى غابة، لا يحب أحد لأحد خيرا.
وما رأيت أجهل من الحاسد، يتمنى زوال نعمة يراها على غيره، ولعلها فتنة وابتلاء واستدراجا وليست خيرا ونعمة!
والحاسد معذب بذنبه، تحرقه نار حسده وتكويه كل يوم، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى!
وكثير من أصحاب المناصب حسدة، وعلامة حسدهم أنهم يتمنون زوال النعمة عن غيرهم ونسبتها لأنفسهم؛ ولهذا تجد الواحد منهم يريد أن يتصدر في كل شيء، ولا يُذكر غيره، وان يُنسب كل عمل ومجهود قام به فريق له وحده.
وتراه يتعمد أذية المصلحين ويضيق عليهم إذا لم يسيروا في ركابه، ولن ينصلح حال مصر حتى يزاحوا عن مناصبهم.