د. هالة الجبالي
يعيش الفرد منذ طفولته في جماعات سواء في جماعه الأسره أو جماعه الرفاق أو جماعه اللعب، لأن طبيعته تفرض عليه ان يعيش فيها وان يتفاعل معها. وعند أنتقاله إلى المدرسه سواء رياض الأطفال منها أو الأبتدائيه أو ما تليها من مراحل تعليميه، يجد نفسه مدفوعا بحكم طبيعته الأجتماعيه إلى أن يعيش في جماعات من اقرانه. وقد تختلف أستجابته من جماعه إلى أخرى حسب مراحل عمره.
وتعود أهميه الجماعات المدرسيه وأنتماء الدراسين اليها الى عديد من الأسباب:
(أ) مقابله حاجات نفسيه كالحاجه على الحمايه وألأمن واشباع الذات والتقدير، وهذه حاجات لا تقابل إلا عن طريق الجماعات.
(ب) ممارسة خدمات أو برامج أو أنشطه لا يتيسر ممارستها دون الاشتراك في جماعه كالبرامج والأنشطة الرياضية والاجتماعية ذات الطابع الجماعي.
(ج) اكتساب المهارات وسرعة التعلم والقدرة على معالجة المشكلات عن طريق المشاركة في الجماعات.
(د) تعديل سلوك المدارس، إذا لاشك في أن الأساليب والطرق التي يتصرف بها الدارسون في المواقف المختلفة تحددها وتؤثر فيها الجماعات التي ينتمون إليها.
(ه) تفهم الدارس لذاته وللدور المحدد له في موقف معين، كمل يكتسب الدارس استبصارا في قدراته ومهاراته خلال الموقف الجماعي.
(و) توفير التأييد للدارسين ومساعدتهم على التعبير عن دوافعهم ايجابيا او سلبيا. ويبدو التأييد والمساعدة التي توفرها الجماعة للدارس بوضوح عندما يتقبل الدارس تعديل موقفة أو التكيف للتغير.
(ز) تؤثر الجماعة دائما على الاختيارات التي يقوم بها الدارس عندما يجد نفسه في مواقف المفاضلة، وهذه الاختيارات ذات أهميه ويصعب تحقيقها دون وجوده في جماعة.
(ح) تبين ان للجماعة تأثير مباشر في سرعة استجابة الدارس ودقته ومقدار تحصيله الدراسي.
(ط) للجماعة تأثير في تخفيض شعور الدارس بالقلق والإحباط وتزداد سرعة تخلصه من هذه المشاعر نتيجة الأمن والحماية التي توفرها الجماعة له.
ويمر الدارس بأنواع متعدده من الجماعات المدرسية، وفي انتقاله من جماعه الى اخرى يسعى إلى اشباع حاجته المتجدده. وهو في سبيل اشباع هذه الحاجات يقوم بعدة عمليات من التوافق مع الاوضاع السائدة في الجماعة، ومن هنا يبدأ تأثير الجماعه على شخصيته.
فالجماعة إذن هي الأداة التي تستخدمها المدرسة في تنشئه طلابها، وإذا اعتبرناها الوحدة التي تستطيع التأثير في نمو الداري أمكن استخدامها لتنمية قدراته الاجتماعية والذاتية كالقدرة على التفكير الواقعي والتعاون واحترام النظم والقادة والتبعية وغيرها.
ويمارس الدارس حياته الجماعية الدراسية في نوعين من الجماعات هي: جماعات النشط والهوايات_ جماعات الفصول.
جماعات النشاط والهوايات:
جماعه النشاط والهوايات عبارة عن مجموعه متفاعلة من الدارسين لهم ميل أو هدف أو مصلحة مشتركة في نشاط أو هواية يرغبون في اشباعها أو مقابلتها.