يعتبر النوع الأول من السكري فى الأطفال هو حالة مرضية تصيب الطفل بسبب توقف البنكرياس عن إنتاج الأنسولين الذي يحتاجه الطفل لاستمرارية حياته، فيعوض الطفل هذا الاحتياج باستخدام حقن الأنسولين.
و إصابة الطفل بالنوع الأول من السكرى يشكل مصدر قلق بالغ للأهل حيث هذا المرض يعتمد بشكل كبير على المريض فى التحكم بنسبة السكر بالدم وتغيير نمط حياته، ولأن النوع الأول يصيب الأطفال واليافعين فى عمر المدرسة فالطفل وحده لا يستطيع التحكم فى نسبة السكرى و فحص النسبة وأخذ جرعة الأنسولين.
هنا تبرز دور المثقف السكرى الذي بدوره يقوم بتوعية الأهل ومساعدتهم فى متابعة أطفالهم و الإلمام بكيفية متابعة تعامله اليومي وتوفير الوجبات التى تجعله متحكم فى نسب السكرى فى الدم و فى الآوان الأخيرة أعتمد الأطباء بشكل كبير على المثقف السكرى لإرشاد المرضى وأهالي الأطفال لطرق التعامل الصحيح مع مشكلات و آثار هذ المرض.
ولعل أحد أشهر المثقفين فى الوطن العربى والذي يقوم بمتابعته قطاع عريض من مرضى السكرى هو المهندس “مصعب مرتضي سلمان” عراقي الجنسية مقيم بالبصرة، حيث كرس مصعب حياته فى مساعدة المرضى والأهالي في فهم المرض و آثاره وطرق التعامل معه بشكل صحيح يضمن ممارسة حياة طبيعية سليمة.
ويقول مصعب أنه أصيب بمرض السكرى من النوع الأول وهو بعمر ال 12 عامًا و كان دائمًا ما يشعر بالتعب بسبب ارتفاع نسبة السكرى في الدم فقررت والدته أن يتبع نظام غذائي يقلل من هذا الارتفاع فيبتعد عن الخبز والفواكه التي تعمل بدورها على ارتفاع مستويات السكر بالدم، وبالفعل وهو بعمر 13 عامًا بدأ يتحسن ويمارس حياته بشكل طبيعة.
و أضاف مصعب أن الإنسانية و الضمير دفعاه إلى مساعدة الأهالي والمرضى حيث أنه لا يستطيع رؤية أم قياس سكر طفلها يصل 200 و 300 دون أن تدرك كيف تتصرف، و من هنا تطرقت له فكرة إنشاء مجموعة على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك ليطرح فيها تجربته و يستطيع من خلالها تقديم يد العون للناس للحفاظ على مستويات السكر والسيطرة على المرض.
و أكد مصعب أنه من خلال اتباع نظام غذائي معين وهو النظام الذي عرف فيما بعد باللوكارب استطاع أن يصبح مستوي السكر لديه فى القياس خط مستقيم و أقرب إلى الطبيعي على مدار اليوم مما جعل المتابعون ينهالوا عليه بالاستفسارات لاتباع نظامه الغذائي لعيش حياة طبيعية وصحية.
الجدير بالذكر أن متابعي مصعب على مواقع التواصل الإجتماعي يلقبونه بعدة ألقاب تقديرًا لجهوده المبذولة فى الإرشاد والتوعية لمرضى السكرى حيث يطلق عليه البعض أسطورة السكر، و بيرنستين العرب، حيث أن ريتشارد بيرنستين هو طبيب مختص بمرض السكري ، هو واحد من أبرز الخبراء في العالم في علاج مرض السكري والعناية به كما أنه مؤيدًا صريحًا لنسبة سكر طبيعية في الدم لمرضى السكر، و وصف المتابعين لمصعب بهذا اللقب جعله يشعر بالسعادة هو ووالدته فهذا دليل قطعي على نجاحهما معًا و جنى ثمار جهودهما فى الانتصار على هذا المرض.
و فى نفس السياق نجد أن وزارة الصحة المصرية اهتمت بإطلاق المشروع القومي للتوعية بمرض السكر تحت شعار ” اتحكم في السكر قبل ما يتحكم فيك ” ، و ذلك بعمل زيارات للمستشفيات بالمحافظات لعمل محاضرات تثقيفية للمرضى و الأطباء عن كيفية التعامل مع مريض السكر، و إجراء تحاليل لجميع المرضى المترددين على المستشفى العام بكل محافظة، حيث أصبح الأمر غير صعبًا فى فهمه و إدراكه كما أن الطعام الصحى لمرضى السكرى بات متوافر بشكل يمنع احساسهم بالحرمان ويجعلهم يتمتعوا بحياة طبيعية.