التبرع بالأعضاء بعد الوفاة
بين رأى الدين ونظرة المجتمع
كتب هشام صلاح
من جديد عادت قضية ” التبرع بالأعضاء ” لتطفو على الساحة وبخاصة بعد التصريح المثير للجدل والذى أدلت به ” إلهام شاهين ” والتى طالبت فيه الدولة بتقنين الوضع للراغبين في التبرع، وألا يترك القرار في يد أسرة المتوفى وحدهم .جاء تصريحها على هامش إحدى الفاعليات الثقافية
وكانت إلهام شاهين قد صرحت بموافقتها على التبرع بأعضائها بعد وفاتها واقترحت أيضا أن يتم تسجيل ذلك فى بطاقة الرقم القومى فى خانة خاصة بعنوان ” أرغب أو لا أرغب “
القضية بين التحريم والإباحة :
القضية ليست بجديدة فقد أثيرت من قبل فى القرن الماضي وكان طرفا الحديث فيها بين علماء الأزهر الذين أباحوا التبرع وليس البيع،و رفض الإمام محمد متولي الشعراوي الذى أكد أن جسد الإنسان ليس ملكه ولا يحق له التصرف فيه، ونقل الأعضاء هو اعتراض على مشيئة الله وقدره.
فى حين أن الإمام محمد سيد طنطاوي والمعاصر للإمام الشعراوي، قد رفض الفتوى بتحريم التبرع بالأعضاء، بل زاد على ذلك بموافقته هو شخصيا على التبرع بأعضائه بعد وفاته، لكن وفاته كانت بالمملكة السعودية حيث دفن هناك .
من جانبها ردت دار الإفتاء على سؤال حكم “التبرع بالأعضاء بعد الوفاة “
فقالت ” إنه جائز شرعا، بل هو من الوسائل الطبية التي ثبت جدواها في الطب والعلاج، ومن ضرورات الحفاظ على النفس في بعض الأحيان، ونقْل أو زرع الأعضاء من شخص حي أو متوفى؛
وخلصت إلى ” انه أمر جائز شرعا لا جدال فيه، ولا يعد من باب التلاعب في الجسد الذي كرمه الله”، لكنها مع ذلك وضعت شروطا له لعل أهمها :
– ضرورة التحقق من الوفاة، وأن يكون المنقول منه قد تحقق موته موتا شرعيا، أي لم تعد هناك حياة في أي جزء من أجزاء جسده، ولهذا فإن الموت الإكلينيكي، أو ما يعرف بموت جذع المخ، أو الدماغ، هو ليس موتا تاما ونهائيا.
– وجوب التأكد كليا ونهائيا من الوفاة من لجنة مكونة من 3 أطباء عدول ومن أهل الخبرة، على ألا يكون من بينهم الطبيب الذي سينفذ عملية نقل العضو أو الأعضاء التي سيتم التبرع بها، وأن تدون شهادة هؤلاء الأطباء في شهادة مكتوبة وموقعة منهم، وهذه اللجنة يتم تشكيلها من قبل الوزير المختص، وذلك قبل أن يتم اجتزاء أي جزء من جسد المتبرع، وإذا لم يتم التحقق من موت المريض بالشروط المذكورة، فإن نقل الأعضاء يصبح محرما حينها.
* وفى سياق متصل وبعد تصريحات إلهام شاهين الأخيرة نجد عددا من المثقفين قد انضم لدعوتها لتقنين التبرع بالأعضاء بعد الوفاة ومن بينهم ” المنتج السينمائي محمد العدل، وفريدة الشوباشي وخالد منتصر
وطالب آخرون بجعل التبرع مبادرة رئاسية، مثل مبادرة الخلايا الجذعية
وفي ذات السياق رفض كثيرون الفكرة باعتبارها خطوة خطيرة قد ترسخ فكرة بيع وسرقة الأعضاء والتى تلقى رواجا كبيرا بدول العالم
التبرع بالأعضاء بعد الوفاة
بين رأى الدين ونظرة المجتمع