كتب: أحمد الشويمي
لم تكن ليلة أمس ليلةً سهلة يستطيع أن ينام فيها الجميع هادئاً مطمئناً خاصةً من حاولوا زعزة استقرار نوم “البدري” سابقاً بانتصاراتهم المتتالية وتهديدهم بإنتزاعهم الصدارة منه ولو مؤقتاً.
فبعد تعصر أقرب منافسيه على الصدارة ووقوعهم في فخ التعادل سواءً أكان المقاصة بقيادة إيهاب جلال الذي تعادل بهدف لمثله أمام سيد البلد بقيادة مختار مختار ، أو صاحب المؤجلات نادي الزمالك بقيادة محمد صلاح سابقاً الذي تعادل بنفس نتيجة المقاصة بهدف لمثله أمام وادي دجلة بقيادة أحمد حسام ميدو ، وبعد هذا السكون كان على الجميع أن ينتظر العاصفة التي جاءت باللون الأحمر وأطاحت بهم بعيداً عن الصدارة التي ثبتت على عهدها مع الشياطين الحمر .
لم تكن فقط نتيجة مباراة الشرقية هي رسالة الرعب وحدها بل طابع الأداء الذي يزداد من مباراة لأخرى كان هوالسمة الأكبر في هذه الرسالة.
الإنتصار رقم 1000 في تاريخ النادي الأهلي كان هو الهدف أمس أمام نادي الشرقية الصاعد حديثاً إلى دوري المشاهير ليأخذ بالبدري والصدارة معاً بعيداً عن جعجعة المنافسين ، وبالفعل تحقق ما أراده البدري على يد لاعبيه فقد استطاع أن يحقق الفوز بثلاثية نظيفة لتصبح الثلاثية رقم ثلاثة على التوالي يعتلي بها أيضاً منصة أقوى خط هجوم بثلاثة وعشرون هدفاً ، خمس منهم في الشوط الأول وثمانية عشر في الشوط الثاني.
دخل المارد الأحمر هذا اللقاء وسط انتعاشة كبيرة ليس فقط بسبب تعثر أقرب منافسيه بل أنه أيضاً لم يُهزم من أي فريق صاعد طيلة العشر سنوات الأخيرة بجانب عودته من أسوان بالفوز بثلاثية نظيفة ، وأجرى البدري في التشكيلة الأساسية لهذه المباراة خمس تغييرات بدايةً من الحارس إلى الهجوم ، إذ شارك “محمد الشناوي” مكان إكرامي الغائب للإصابة وشارك فتحي في وسط الملعب والحاوي وميدو جابر ومروان محسن بدلاً من آجاي ، كما شارك متعب في أول ظهور له هذا الموسم في آخر عشر دقائق من عمر المباراة ، وبهذه التشكيلة يكون البدري قد أعطى للاعبيه قسط من الراحة للمباراة المنتظرة أمام المقاصة الأحد المقبل.
دخل الأهلي في المباراة سريعاً بعكس نادي الشرقية الذي لم يستظع أن يقاوم كثيراً فقد تلقت شباكه أولى الأهداف في الدقيقة العاشرة من عمر المباراة بقدم الحاوي وليد سليمان ، ويبدو أن الهدف أربك حسابات الشرقية فكاد مروان محسن أن يسجل هدف ثاني في الدقيقة السابعة عشر ولكن الكرة ذهبت بعيداً عن المرمى ، وبعدها أيضاً أضاع ميدو جابر كرة خطيرة سددها بجوار القائم اليمين لحارس الشرقية.
الشرقية الذي كان يريد أن يدافع طيلة المباراة واللعب على الهجمة المرتدة لم يكن يتوقع هذا الهدف المبكر الذي جعله يلعب بطريقة هجومية في الشوط الثاني ، فقد حاول مباغتة النادي الأهلي ولكن دون جدوى فعلية على المرمة .
لم يعلم نادي الشرقية بأن من يهاجم عليه أن يدافع أيضاً ، فبعد خروج الحاوي ونزول مؤمن زكريا بدقيقة واحدة استطاع أحمد فتحي أن يخطف أنظار كل المشاهدين بهدف عالمي من صناعة عبدالله السعيد ليعلن عن نفسه ويثير الكلام حوله في لعبه في وسط الملعب أفضل أم يلعب كجناح أيمن أفضل ؟.. وكعادة الأهلي حين يمسك الكرة فلا يكن باستطاعة المنافس فعل شئ إلا حساب عدد التمريرات بين أقدامهم ، لينهار نادي الشرقية فعلياً ويزيد من هجومه أيضاً دون جدوى ، وبدأ البدري يطمئن للمباراة فدفع بنيدفيد بديلاً لعبدالله السعيد ، ليحاول بعدها مروان محسن الذي أعلن عن نفسه كمحطة جيدة في الأمام أن يضع الكرة بقوة ليعلن عن هدفه الأول مع الأهلي لكن أخرجها المدافع من فوق خط المرمى ، ليخرج في الدقيقة 80 وينزل بدلاً منه المُتعب ليشارك بعد غياب 105 يوم في عشر دقائق فقط ، لكن من قال أن متعب يحتاج إلى وقت أكثر ليعلن عن نفسه ؟!
فقد استطاع أن يصنع الهدف الثالث والأخير في هذه الليلة الكروية إلى مؤمن زكريا الذي لن ينساه بعد ، ليصل به إلى الهدف رقم خمسة متساوياً مع وليد سليمان على عرش هدافي النادي ، كان لابد من أن يعلن حكم اللقاء وصول رسالة الرعب إلى كل من يريد المنافسة على اللقب.