كتب السيد مفرح الجمل
نعيش اليوم وسط هالات من الفساد والذى يكاد نتنفسه مع الهواء ، ومع كل صباح فى مصر نجد انحطاط اخلاقى جديد . وفساد قيم المجتمع لا تأتى الا من الاعلام الفاسد والافلام الهابطة والتى تجمع ملايين الجنيهات مقابل عرض كل ما هو بذيئ ، فتارة نجد مسلسلات وافلام تعرض لنا حياة العشوائيات وما بها من تجارة مخدرات وتخطيط لكيفية نشرها واعطاء افكار جديدة فى تأمين ونشر تلك المخدرات ، وتارة ما بين اغتصاب وقتل وسرقة وظلم وما شابه ذلك من افعال لا يرتضيها شرع ولا دين ، ونجد فى الاونه الأخيرة كثرة حالات الطلاق والقتل والسرقة والخطف والنهب والاغتصاب وما وصلنا إليه نتيجة حتمية لما نراه فى وسائل الإعلام فأصبح شغل الاعلام الشاغل هو كيفية تشكيك الناس فى أمور دينهم فنجد برامج تخرج علينا بذم الصحابة والتابعين وتارة بذم امهات المؤمنين وتارة بنشر الفكر الغربى وتارة بنشر الفتن . وبالامس القريب وجدنا اعلاميه تحرض على خطف الأطفال حتى تظهر شو اعلامى وتظهر بمظهر المذيع الشهم ليعلوا راتبها على حساب الغير . فهل نستطيع أن نسترجع ما وأدناه من قيم وعادات وتقاليد المجتمع والتى اندثرت مع مرور الزمن فلو تمسكنا بها لاصبحنا قادة العالم ولكننا اليوم أدنى اهل الأرض وافقرهم لما فعلته ايدينا . وكنا نسمع عن الرقابة على الاعلام وما يعرض على التلفاز فأين هى اليوم من اعلانات الإيحاءات الجنسية والتى نخجل أن نسمعها أو نراها أو افلام الرقص والعرى والتى أصبحت وكأنها سبب نجاح اى فيلم يعرض . والعجيب اننا نرى كثرة حالات التحرش بين الشباب دون سن التاسعة عشر وهو سن المراهقه والذين يقلدون التقليد الأعمى للافلام .
ونجد أن رسالة الإعلام في مصر هي هدمُ وتدمير رسالة المسجِد)، فهُما نقيضان لا يجتمعان!
وقدم الاعلام قصصَ الجريمة وقصصَ الجِنس، وأفاضتْ في نشْر تفاصيل الأحداث، وأولتْ جوانب الفساد فيها اهتمامًا كبيرًا، وعُنيت بلفْتِ النظر إلى الوسائلِ والأساليب التي قام بها المجرِمون في سرقةِ البيوت أو ترصُّد الناس.
وعمدتْ إلى الاهتمامِ بنشْر أساليبِ الفساد، وكشفتْ للشباب والفتيات طُرق الاتِّصال بأصحابِ الأهواء.
وعملتْ على إعلاءِ شأن الرَّاقِصات والمغنين والمغنيات، والعاملين في مجالِ الفاحشة والإثم بإطلاقِ وصْف الفنَّانين عليهم، ثم أذاعوا أنَّ هذا الفنَّ شيءٌ مقدَّس له أصوله وقِيَمه وله حدودُه، فلا يُمكن لأحدٍ أن يهاجمَ الفن بينما يُمكِنه أن يهاجمَ القرآن! بدعوى حريَّة الكلمة.
ولقدْ أصبحْنا نرَى للفنِّ أعيادًا يُكرَّم فيها أهلُ الفاحشة الذين توعَّدهم الله بالعذاب الأليم في الدنيا والآخِرة إن لم يتوبوا.
ولك أن تقارنَ أيُّها القارئ الكريم بين حال الفنَّانة قبلَ التوبة وبعدَها!
إنَّها قبلَ التوبة مكرَّمة، يُشار إليها بالبنان، قد رصدتْ لها الهدايا والمكافآت مع عباراتِ الثَّناء والمدح، حيث إنَّها تقوم بواجبِها في نشْر الرذيلة وإشاعة الفاحِشة وتدمير الفضيلة كما يُريد اليهود! وأمَّا بعدَ التوبة فإنَّهم يُشكِّكون في صِدقها، ويلصقون بها التُّهَم.
فنحن اليوم بحاجة إلى إعلام نظيف يساعد على بناء المجتمع لا ليهدمه وينخر كالسوس فى عظامه.