إعداد/ محمد مأمون ليله
((أقوال علماء أهل السنة في القيام على يزيد وخلعه وقتاله)) [5]
قال شيخنا المحدث أحمد بن عبد الستار النجار – حفظه الله- في كتابه “قيام الإمام الحسين على الدولة اليزيدية وذكر مقتله وتمييز أقول أهل السنة والجماعة من أقوال أهل البدع”:
((اتفاق أهل السنة على فسق يزيد))
قال الهيثمي: وبعد اتفاقهم على فسقه – يعني يزيد – اختلفوا في جواز لعنه بخصوص اسمه، فأجازه قوم منهم ابن الجوزي، ونقله عن أحمد وغيره، فإنه قال في كتابه المسمى بـ«الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد»: سألني سائل عن يزيد بن معاوية فقال له يكفي ما به، فقال: أيجوز لعنه؟ فقلت: قد أجازه العلماء الورعون؛ منهم أحمد بن حنبل، فإنه ذكر في حق يزيد ما يزيد على اللعنة، ثم روى ابن الجوزي، عن القاضي أبي يعلى الفراء، أنه روى في كتابه «المعتمد في الأصول» بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل قال، قلت لأبي: إن قومًا ينسبوننا إلى تولي يزيد. فقال: يا بني، وهل يتولى يزيد أحد يؤمن بالله؟ ولم لا يلعن من لعنه الله في كتابه؟ فقلت: وأين لعن الله يزيد في كتابه؟ فقال: في قوله تعالى ?فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ الله فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ? فهل يكون فساد أعظم من القتل؟ وفي رواية فقال: يا بني، ما أقول في رجل لعنه الله في كتابه؟ فذكره. قال ابن الجوزي: وصنف القاضي أبو يعلى كتابًا ذكر فيه بيان من يستحق اللعن، وذكر منهم يزيد، ثم ذكر حديث (من أخاف أهل المدينة ظلمًا أخافه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين). ولا خلاف أن يزيد غزا المدينة بجيش وأخاف أهلها.
الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة، جزء 2، صفحة 634، 635.