بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
يعتبر الناس الإعلامي قدوة مثقفاً لا بد من التأثر به، وبأنّه يقول الحقيقة التي يجب أن يسير عليها كُثر، لذا يجب عليه الدقة والأمانة عند نشر الوعي في قضيّة ما، أو بث الأفكار الإيجابيّة بين عموم الناس، فالضمير الحيّ والشعور بالمسؤوليّة هما الدافع الأهم إذ قَضت وسائل الإعلام على حاجز المسافة تمامًا، وجعلت العالم قريةً صغيرةً، وسهّلت نقل المعلومات بشكلٍ كبير؛ حيث أصبح بإمكان الإنسان أن يحصل على معلوماتٍ مُختلفة من جميع أنحاء العالم .
ومن هنا يصبح التضليل الإعلامي او الاعلام الاسود او صناعة الكذب بمثابة حرب نفسية تشنّ على المتلقي لإحداث أكبر قدر من التأثير السلبي.الإعلام الأسود أو صناعة الكذب هو من أخطر الوسائل أو الحروب التي تستهدف عقول البشر؛ حيث تبدأ بالتشويش، ثم تصيبها في قناعتها؛ لصرف الأنظار عن حدث ما، أو تسعى لتغيير وجهات النظر باتجاه واقع غير موجود أصلاً وليس إلا وهماً، ثم تجسيده والدفاع عنه حتى يصبح حقيقة، وبالمقابل التشويش على واقع حقيقي، وتشويه القناعات بشأنه؛ حتى يصبح في وعي الشعوب غير حقيقي.
في التضليل الإعلامي لا يوجد أي إحساس بالمسؤولية تجاه أخلاقيات المهنة الإعلامية، ولكن يتم تعويض ذلك بحرفية كثيفة تزيّن وتجمّل الكذب، أو تنحرف بالمحتوى إلى مصالح أخرى، دون ذلك يمكن كشف التزييف في المحتوى بسهولة وتصبح الوسيلة الناقلة كاذبة وغير جديرة بالاحترام المهني أو تتمتع بأقل قدر من الموثوقية، وحين يتم الالتفاف على مادة منشورة من وسائل أجنبية إلى منصات النشر العربية يمكن أن نلتمس أخطاء في النقل وتجاوزها بسبب ركاكة الترجمة أو تواضع القدرات المهنية في التعامل مع النص المترجم، ولكن أن يتم العبث بالمحتوى بصورة متعمدة وكلّية فذلك شغل غير احترافي ولا يحقق أي مصلحة، وإنما أضراره مضاعفة وكارثية.
تتطلب معالجات تجعل الرأي العام يقف على الحقيقة بنفسه من أجل تقييمها.كون الرأي العام شريكا في صناعة الوعي وليس مضللا ومستهدفا بمحتوى إعلامي يغير قناعاته لمجرد التغيير، لأنه حينما تتم صناعة وعي لا يقف على أرض صلبة فإنه يظل معرضا للانهيارات عند حدوث أي مفارقات لن يحسن أو يجيد التعامل معها في الصورة الفردية لمن تم تضليله والعبث بخياراته وقناعاته، ولا يمكن أن تكون العملية الإعلامية ساذجة إلى الحد الذي يقوم بشأنها ساذجون يعتقدون أن مجرد النقل من مصادر أخرى يصنع إطارا دلاليا جديدا يتكيف مع المصالح المتوقعة من تزييف الحقيقة، ذلك نوع من العبث أشبه باستخدام دواء في غير التشخيص فيحدث خطأ طبي إما أن يكون قاتلا أو يتسبب في تشويهات صحية ,صناعة الإعلام المعاصر مسألة احترافية بامتياز لا يتصدّى لها إلا المحترفون، لتحقيق أغراضها وأهدافها خاصة في ما يتعلق بما هو وطني واجتماعي يتماشى مع قيم أو أخلاقيات، ويفترض أن ينتهي بوعي عام