كتب هشام صلاح
قال الله تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )
وهنا نجد الكثيرين يوقفون هذه الآية على حالات الزواج فقط ويقصدون بأن الرجل الطيب للمرأة الطيبه..والرجل الخبيث للمرأة الخبيثه. وهنا نقول :
وهذا مفهوم محدود للآية حيث أنها ذكرت في سورة.النور بعد حادثة الإفك التي رميت بها امنا عائشة رضي الله عنها…حين رماها المنافقون بالزور والباطل فأنزل الله براءتها في قرآن يتلى الى يوم القيامه… قال تعالى بعد ما ذكر هذه الحادثه أي حادثة الأفك ” الخبيثات للخبيثين. ” والله تعالى أعلم بمراده وإن فسرت بأن الكلمات الخبيثات التي قالوها عن السيدة عائشه لايقولها الا الخبيثين… والخبيثون للخبيثات …يعني تأكيد من الله ان الخبيثون من الناس يقع في الكلمات الخبيثات والطيبات للطيبين…يعني الكلمات الطيبات تصدر من الطيبين من الناس والطيبون للطيبات..يعني الطيبون من الناس يصدر منهم الكلمات الطيبات ، وعليه فيكون للآية تفسيران :
الأول هو ما ذكرنا : أن الكلمات الخبيثات والأعمال السيئات أولى بها الناس الخبيثون ، والناس الخبثاء أولى وأحق بالكلمات الخبيثات والأعمال الفاحشة ، والكلمات الطيبات والأعمال الطاهرة أولى وأحق بها الناس الطيبون ذوو النفوس الأبية والأخلاق الكريمة السامية ، والطيبون أولى بالكلمات والأعمال الصالحات .
والمعنى الثاني : أن النساء الخبيثات للرجال الخبيثين ، والرجال الخبيثون أولى بالنساء الخبيثات ، والنساء الطيبات الطاهرات العفيفات أولى بالرجال الطاهرين الأعفاء ، والرجال الطيبون الأعفاء أولى بالنساء الطاهرات العفيفات ، والآية على كلا المعنيين دالة على المقصود منها ، وهو نزاهة عائشة رضي الله عنها عمَّا رماها به عبد الله بن أبيّ بن سلول من الفاحشة ومن تبعه ممن انخدع ببهتانه واغتر بزخرف قوله .