كتب: بهاء حفني الشافعي
ـ جُبلت النفس وخُلقت مُحبةً للهوى والميل لاتباع الشهوات، ويُستثنَى منها الأنفسُ التي رحمها الله تعالى كنفس سيدنا يوسف، ومع ذلك اتهمها بميلها للسوء فقال: “وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي لغفور رحيم” سورة يوسف.
ـ ولا يصير هوى النفس وميلها للشهوات مذمةً إلا إذا كان متبعًا من صاحبه، قال سيدي رسول الله: “فأما المهلكات: فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه”.
والمتدبر لهذا الحديث يجد أن الإهلاك وقع بالاتباع لا بالجبلة الخِلقية، فالشح موجود فينا جبلة، ولا يصير مذمة ومهلكة إلا إذا كان مطاعًا وكذا الهوى، ولو اتبع الهوى والشح أورث الإعجاب بنفسه؛ فرجَّل شعره وتباهى على الناس فاستحق العقوبة..
ـ ومن ثمَّ فالنفس لابد أن يستيقظ لها صاحبها؛ فيهذبها بالشرع ويصقلها بالخوف من الله سبحانه، وإلا أهلكته وأورثته معصية الحق سبحانه..
وأبتهل إلى الله في النهاية، فأقول:
يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، اللهم أصلح لنا شؤوننا كلها ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين..، آمين.