تحقيق هشام صلاح
” دار العلوم ” هي إحدى أعرق الكليات في جامعة القاهرة وأول كلية درعمية في مصر والشرق الفوسط ، أنشأها على باشا مبارك 1872 فقد اجتهد راعيها الأول ومؤسسها على باشا مبارك لأن تكون واسطة العقد بين تيارين من المعلمين بعد أن أحس بالهوة الكبيرة والعميقة و التي كانت بين ذاك التيارين حيث كان المعلمون تيارين جارفين أحدهما :
* تيار الأزهريين / الذين كانوا يرمون مدرسي العلوم الأخرى كالجغرافيا والكيمياء والطبيعة وغيرها بالكفر والإلحاد. لأنهم يرون كل علم خرج عن علومهم التى درسوها الأزهر، إنما هو كفر وضلال ، وأن الاشتغال أو العمل به درب من العبث لافائدة منه
* أما التيار الأخر/ فهو معلمو العلوم الكونية كالجغرافيا والكيمياء والطبيعة وهم أيضا الذين ينظرون إلى زملائهم من معلمي التيار الأول أو معلمى اللغة العربية نظرة أقل ان تقال دونية، ويسمونهم بالجهل والضلال
ثم كانت إرادة الله أن قيد لمولد دار العلوم راعيها علي مبارك” الذى أراد أن يقرب الهوة بين الفريقين فعمل على تأسيس “دار العلوم” ليجمع طلابها بين دراسة العلوم الكونية التي لا تتيسر دراستها في الأزهر، بالإضافة إلى العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية
تلك الثمرة التي اقتطفها الإمام “محمد عبده في معرض حديثه عن “دار العلوم” والتي صارت تتحدى عوادي الزمان لتزداد رسوخا وثباتا قال واصفا اياها : “إن باحثًا مدققًا إذا أراد أن يعرف أين تموت اللغة العربية؟ وأين تحيا؟ لوجدها تموت في كل مكان، ووجدها تحيا في هذا المكان”.
وفى حاضرنا أعلن الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة استحداث مقررات جديدة للكلية وجاءت كما يلى : – تطوير لائحة الليسانس بكلية دار العلوم بالجامعة وتحويلها إلى نظام الساعات المعتمدة، واستحداث 22 مقررًا جديدًا تتفاعل مع متطلبات العصر وتدعم الهوية المصرية وقيم المواطنة وقبول الآخر ،وراعت اللائحة الجديدة مستجدات العصر يدرس فيها الطالب اللغة والحوسبة والعلاقة بين الأدب والفنون، وكتابة السيناريو (مع التركيز على الدراما التاريخية)، والجغرافيا الوصفية، وأدب العامية، ومقارنة الأديان، والنحو المقارن، والتفكير النقدي، والثقافة الدستورية والقانونية، وشخصية مصر. – كذلك استهداف تغيير التيار الغالب على الذهنية والتخلص من نوستالجيا الماضي، وتطويع علوم العربية للعصر الرقمي والانفتاح على الفنون، وفتح أسواق جديدة للعمل.
وهنا ** وبعيدا عن الصطلح الذى ورد بحديثه د الخشت وهو “نوستالجيا الماضى ” والتى تعنى الحنين (بالإنجليزية: Nostalgia، من اليونانية القديمة وتعني «ألم الشوق») هو مصطلح يستخدم لوصف الحنين إلى الماضي، إذ يشير إلى الألم الذي يعانيه المريض إثر حنينه للعودة لبيته وخوفه من عدم تمكنه من ذلك للأبد، وصفت على أنها حالة مرضية أو شكل من أشكال الاكتئاب في بدايات الحقبة الحديثة ثم أصبحت بعد ذلك موضوعاً ذا أهمية بالغة
كان لنا هذا التحقيق والذى شمل عددا من السادة الذين يمثلون المجتمع التعليمى اكاديميين ومتخصصين ودارسين — بداية
* يقول ا ، د الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم الأسبق
” الحكم على الأمر يكون حسب طبيعة المقررات المستحدثة وآثارها وينبغى الا نسبق التجربة بالحكم “
فى حين قال أ – د عبد الرااضي رضوان عميد دار العلوم السابق :
” لأني عضو لجنة قطاع الآداب بالمجلس الأعلى للجامعات المنوط بها تقييم تلك اللوائح فلا يجوز لي أنا أكون خصما وحكما في هذا الأمر ، ولم يتم اعتماد أية لائحة لدار علوم القاهرة بعدُ من جانب المجلس الأعلى للجامعات.”
* أما أ – د حسام عقل أستاذ النقد والأدب المقارن فيقول :
” أن دار العلوم قلعة من أقوى قلاع العربية و الدراسات الإسلامية ، التي تتسم بالعمق و الاستنارة و الروح العصري ، و منذ انقداح شرارة مشروع علي مبارك الفكري و الحضاري ، أخذت دار العلوم بمقود التوجيه ، و دفة ضبط المعادلة بين الأصالة و المعاصرة ، أو بين الهوية التراثية الحضارية ، و بين الحداثة ، بمفهومها و تجليها . ايس مطلوبا من دار العلوم أن تقدم طبيبا بقامة ذهني فراج ، و لكن مطلوب أن تحافظ على أركان الهوية ، و في الصدارة منها العربية ، لغة و أداة و وسيلة للتفاهم و الإيصال و صياغة المصطلحات ، لا نريد أن نخاطر بتكرار بعض التجارب التشريعية و النهضوية ، التي أثقلت ظهر الأزهر ، مثالا لا حصرا ، و لم تفده في جوهر رسالته . فحين صدر قانون التطوير للأزهر في ١٨٩٦ ، نص أن من بين مواد الدراسة ( الجبر و الحساب ) ، فهل أفاد هذا الأزهر على الحقيقة ، و هناك كليات و معاهد أخرى تمحضت لدراسة هذه الأفرع العلمية الخالصة ؟ أفضل أن تتفرغ دار العلوم لأداء رسالتها الحضارية الشامخة ، التي تتوزع على مسارين ،، اللغة العربية من ناحية استمرارا و تأهيلا و تحديثا ، و الدراسات التاريخية و التشريعية و الحضارية ،التي تتصل بهوية الأمة ، و امتدادات هذه الهوية ، حاضرا و مستقبلا . لا نريد لمسمى التطوير أن يمس هياكل الهوية ، و أركانها و قوائمها ، بصورة تخل بدور هذه المؤسسات الفتية العظيمة ، أو تقوض أسسه ، ربما دون أن ندري . “
* بينما كان رأى أ – د السيد خلف ( أبو ديوان )أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بدار العلوم
” إضافة مواد لا بفقد الكلية هويتها بل على العكس استحداث علوم جديد تكنولوجية فيه إثراء لدار العلوم التى تجمع بين الأصالة والمعاصرة لكى مواكب العصر وتطوره لابد من استحداث مناهج جديد ـ أما مسخ الهوية أو فقدان دار العلوم لهويتها يتم من خلال حذف بعض مناهجها وهذا لم يحدث ولكن ما حدث إضافة مناهج جديدة
* تضيف ا ، د سناء يوسف الأستاذ بدار العلوم
” التجديد مطلوب مع الابقاء علي المقررات الاساسية والحفاظ علي هوية دار العلوم وهو ما يحدث “
* ويقول ا ، د خميس برل أستاذ النحو والصرف والعروض
” رأيي الشخصي ممكن تجد إجابة هذا السؤال في البحث عن السبب الرئيس لإنشاء دار العلوم قديما… وسبحان الله… تأتي الرياح بما لا تشتهي الأنفس ! دار العلوم دائما وأبدا صداع في رأس القيادات… الحوار الذي دار بين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ورئيس جامعة القاهرة… لعل فحواه فيه إجابة وزد على ذلك الخليفة العلمية لعميد دار العلوم الآن د. بلبولة… واربط ذلك بالرسالة التي أشرح عليها عن المسرح الكنسي لإحدى الطالبات… أظن فيه إجابة أيضا… جمع الخيوط من هذه الأحداث ستجد إجابة وافية لما يدور في الأذهان والله أعلم حفظ الله دار العلوم وأهلها من كيد الجميع “
* أما أ – د محمد عليوة أستاذ النقد الأدبى والأدب المقارن فقد قال :
” أنني لم أطلع على المقررات المستحدثة. وفور وقوفي عليها ، لأوافينكم فمن الغبن الحكم بدون متابعة ورؤى واضحة “
* ويؤكد د – عبد الله الخولى
” على أن التطوير سنة الحياة ، وأن تكون دار العلوم في أوج الحدث والتقدم العلمي ولكن يجب أن يكون التطوير مناسب للمناهج الدراسية بالكلية لجميع السنوات وخاصة النقد الحديث والمقارن واستخدام الحاسب الآلي لخدمة المناهج بحيث يكون للطالب حرية الحركة في كل المناهج مع استحداث مسابقات مختلفة في الأدب كالشعر وفن المسرح وفن الرواية والقصة القصيرة وتحقيق الكتب وكتابة السيناريو والحوار وغير ذلك يثري الحركة الفاعلة بين الطلاب “
* أ حسين منصور ” مدير السعيدية الثانوية سابقا
بداية دار العلوم لم تعد كما عهدناها زمن الكبار العمالقة فى كل شىء د أحمد هيكل و د على الجندى ود عبد الله شحاتة وعبد الصبور شاهين غيرهم من علمائنا وأساتذتنا
ثانيا بداية لسنا ضد التطوير والتحديث فهى سنة الحياة ولابد لدارالعلوم وسدنتها من مسايرة ذلك حتى لا نتصف بالجمود
الواضح أن إدارات دار العلوم ومنذ فترة ليست بالقصيرة والإدارة الحالية يسعون لنيل رضا المسئولين أكثر من الكلية وشئونها فرأينا ولأول مرة تدخلات مجالس الأمناء وأعضاء مجلس النواب فأصبح هم الجميع إقامة مهرجانات واحتفالات وتصوير وكل ها ليس من صميم دار العلوم
سؤالى – هل هذا التطوير واستحداث هه المواد تأثرا بشخصية رئيس الجامعة السابق د الخشت والسيد العميد
هل التطوير هذا سيؤثر على الفصحى ققد لوحظ اهتام كبير بالعامية من خلال كتابة السيناريو وكل هذا مكانه كليات وأكاديميات أخرى
– لا يوجد مشكلة من الانفتاح على الاخر وبخاصة اللغات الاسيوية لخدمة اللغة والدين بشرط أن تكون هذه المواد اختيارية وليست اجبارية لان كثرة العلوم يضيع بعضها بعضا
* ويرى أ – نضال أبو العينين الأديب والشاعرو أستاذ الخط العربى
” لقد وافقنا على مضض على دراسه بعض الإنجليزية وبعض الفارسية وبعض العبرية فماذا افادتنا في دار العلوم أو بعدها !؟ انا في رآيي لا شيء انا درست الفارسي ولم استفد شيئا درست الانجليزي ربما لبعض التحقيقات والمراجعه لكن ماذا استفدت أما في الحياة العملية قد يستفيد منها من يريدون تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها لكن ما فائده 22 مادة إضافية إلى المواد العميقة الجميلة التي قبلناها لأننا نحبها ونستفيد منها فما فائدة ان يختلط الأدبي بالعلمي! إلا للهواة نحن ندرس مواد أدبية لها طبع الادب طبع المشاعر طبع القلب….. فما فائدة ان ادخل الذكاء الاصطناعي؟! ما اعرفش انا شايف انه لا فائدة بصراحة احنا كده بنمسح هوية دار العلوم ونطفيء وهج جمالها ونفقدها رونقها الطبيعي.. ونطغى على جمالها ونشوهها ببعض المكياج المستحدث هذا المكياج المستحدث على وجه الجميله دار العلوم ينال منها كثيرا ولا احب ان تكون عروسنا مشوهه الجمال دعوها بجمالها الذي تآتلق به يوما بعد يوم وعاما بعد عام وقرنا بعد قرن ولنا العز بها ولها الحنان علينا والكرم علينا انها تمنحنا كل يوم من هويتها فكلنا يفخر اننا درعميون.. انا غير موافق على استحداث مواد اخرى كعلوم علمية بحته تليق بالجانب العلمي.. ولا مانع ان تكون مثل هذه المواد تدرس كهوايات وعلوم اضافيه وكورسات ليست ملزمة كورسات إضافية… ليست مطلوبة دعوا دار العلوم تعلن عن نفسها بين الفينة والأخرى أنها جميلة الجميلات دون العبث في وجهها بادوات المكياج المتحدثة”
وما يزال النقاش يدور والحوار قائم حول هذا الأمر وتلك القضية الشائكة التى اختصت بها كلية دار العلوم دون غيرها
** ولا أدرى أكان الأمر رغبى حقيقية فى التجديد والتطوير أم أن الأمر أعمق من ذلك