..بقلم الدكتور / محمد ابوعرب
إكمالا لموضوع السادية الذى بدأناه أول أمس 3-2-2020، إلى حضراتكم الجزء الثالث منه …
●● من هو السيكوباتى؟
هو الشر على الأرض .. هو الشيطان فى صورة إنسان .. هو التجسيد لكل المعاني السيئة والقيم الهابطة .. هو الحقد والأنانية والإنتهازية والعدوانية والكراهية والإيذاء .. هو الجانب الأسود للحياة على الأرض ومجهض لكل المعاني الجميلة والجوانب المضيئة للإنسانية .. رائد وراعى الظلم ومهندس الخيانة وحامى الرذيلة والمبشر بالنذالة فى كل وقت.
●● وقد يكون جميل المنظر بهي الطلعة سمح الوجه بريء الهيئة، ولكن كل ذلك تغطية لقلبه الأسود ونفسه التى تشع ظلاماً .. فهو إذا كان ذكياً فإنه سوف يجيد تخبئة كل سماته الفاسدة المفسدة ليتمادى فى الخداع والخديعة والإيذاء.
قد يظل الكثيرون منخدعين مضللين يرونه الشهم الأمين العادل المنصف المحسن الودود الحليم .. قد يفلح فى لبس القناع وإحكامه كأبرع ممثل ويعيش فى وسط الناس هادياً ورائداً ومعلماً ومبشراً بالخير والنور، ولكنه فى حقيقة الأمر هو العكس لكل ذلك تماما وتلك هى خطورته الحقيقية.
إن السيكوباتى العدوانى الأقل ذكاء ينكشف أمره بسهولة .. أما السيكوباتي الذكي والذي يعرف أيضاً بالسيكوباتى المبدع فهو الأخطر .. لأن شروره تستشرى دون أن يدري به أحد .. أو يكون من الذكاء بحيث يخضع الناس له بسلطانه أو بماله أو بالتحكم فى أرزاقهم ومستقبلهم أو بإبتزازهم .. ولا أصدقاء دائمون له .. هناك أصدقاء لكل مرحلة .. وحين ينكشف أمره بين أصدقائه ينتقل إلى مجموعة أخرى .. يُكَون شلة أخرى .. وحين تنتهى مصلحته مع مجموعة، سرعان مايهملها ويسقطها وينتقل إلى مجموعة أخرى ترتبط مصالحه بهم فى هذه المرحلة وهكذا.
●● لا قلب ولا عواطف ولا مشاعر ولا أحاسيس .. لاشئ بالمرة .. وإنما ملذاته وأهواؤه ورغباته وأطماعه وشهواته هى التى تقوده وتحركه، وكلها شهوات مادية حسية تسلطية .. لا يضحي من أجل أحد، وإذا أظهر تأثراً فهو كاذب .. إنه تماماً كالممثل يظهر تعبيرات الحزن والألم على وجهه ولكنه لايشعر بداخله بشئ على الإطلاق.
●● يخون أصدق صديق .. يتسلق فوق كتف أقرب قريب .. يدوس على عنق أعز عزيز .. المهم أن يصل إلى هدفه .. أو يعلو .. أن يحقق طموحاته .. ينسى من ساعدوه، بل يتحاشاهم ويهرب منهم ويتنكر لهم حتى لايشعر أنه مدين لأحد.
●● وسمات هذه الشخصية تبدأ قبل سن الخامسة عشرة .. وهذه نقطة مهمة لتشخيص السيكوباتية .. السيكوباتية لاتبدأ فى سن الثلاثين أو الأربعين .. بل يولد بها الإنسان وتتضح سماتها فى مرحلة المراهقة .. وإذا أردنا أن نتعرف على السيكوباتي فى بداية حياته فهناك أكثر من علامة:
— الهروب من البيت .. والهروب من المدرسة.
— التعرض للفصل من المدرسة لسوء سلوكه.
— السرقة من البيت أو الأصدقاء.
— الكذب المستمر.
— تخريب الممتلكات العامة.
— التعثر الدراسي والحصول على درجات منخفضة غير متوقعة بالنسبة لذكائه الظاهر.
— العصيان ورفض الإستذكار وإبتزاز الأهل.
— كسر قوانين المدرسة والعنف مع زملائه والدخول فى معارك معهم وأحيانا تحدي تعليمات المدرس.
— الإعتداء بالضرب والألفاظ النابية على أشقائه وشقيقاته وتحدى سلطة الأب وكسر أوامر الأم.
●● كل هذه السمات أو بعضها تظهر قبل سن الخامسة عشرة .. وعند سن الثامنة عشرة تظهر الصوره الكاملة للشخصية السيكوباتية كما تتضح فى الآتي:
1. عدم قدرته على الإستمرار فى عمل واحد ولمدة طويلة .. فهو ينتقل من عمل لآخر .. إما أن يترك هو العمل بدون سبب واضح أو لأسباب واهية، وإما أن يطرد من العمل، فهو بالقطع موظف غير مرغوب فيه لإستهتاره وعدم إنتظامه وعدم تحمله المسئولية وسؤ علاقاته بزملائه ورؤسائه.
وقد يظل متعطلا لوقت طويل، وقد يترك عمله فجأة وبدون مقدمات برغم إحتياجه وإحتياج أسرته وبدون أن تكون هناك فرص عمل أخرى متاحة .. هذا بالإضافة إلى عدم أمانته فى أداء عمله، ولاتعنيه مصلحة العمل أو مصلحة الناس، وهو ذلك الموظف المرتشى فى أغلب الأحوال.
وإذا كان مازال طالبا فى المدرسة الثانوية أو الجامعة فهو دائم التغيب وقد يظل شهوراً دون أن ينتظم فى يوم دراسى واحد، كما يهمل مذاكرته تماما، وهو كثير الرسوب ولايقلقه تقدم زملائه وتخلفه هو وكأن مستقبله لايعنيه، وبالتالى فهو دائم الشجار مع أسرته إلى حد إستعمال العنف أحيانا ويسرف فى التدخين أو إستعمال المخدرات وطلب النقود ولايتورع عن سرقة أسرته وحرمانهم من قوتهم من أجل ملذاته..
إذن هو ذلك الطالب المستهتر الفاشل والمنحرف، الذى لايريد أن ينهى دراسته ولايريد أن يعمل ..
2. لاتخطيط ولاخطة فى حياته، بل إندفاعات تلو إندفاعات تقود إلى أخطاء ومشاكل خطيرة، ولكنه أبدا لايتعلم ولايستفيد من أخطائه ولايستفيد من تجاربه ويكرر نفس الخطأ المرة تلو المرة .. وقد يعد ويقسم أنه لن يعود إلى إرتكاب هذا الخطأ مرة أخرى ولكنه لايصدق فى وعوده.
وتلك نقطة أساسية يجب أن نعرفها عن السيكوباتى، إنه لايفي بوعوده على الإطلاق ولايمكن تصديقه، ومن الخطأ الوثوق به، فلاعهد ولاعهود يحترمها .. وقد يكون سيكوباتيا مبدعا فيظهر ندمه وتأثره على خطأ إرتكبه ويبدو متألماً منكسراً دامعاً باكياً، ولكن بعد مضى وقت قصير ينسى كل هذا ويعود إلى سابق عهده من إندفاع ورعونة وتكرار الأخطاء وعدم مراعاة مشاعر الآخرين وإندفاعاته وتورط أسرته .. فقد يقرر أن يترك عمله فجأة أو يهاجر أو يبيع بعض ممتلكاته .. أو يتزوج أو يطلق .. يتخذ قرارا سريعا فى مثل هذه الأمور الهامة فى حياة أى إنسان.
3. وهو يكذب دائما .. ولقد تمرس فى أن يبدو صادقا وهو يمعن فى الكذب .. ويحلف بأقدس يمين وهو كاذب ولايتورع عن أن يكذب فى أخطر الأمور وأمام أى إنسان وأى مجتمع..
يكذب حيث لايصح الكذب من إنسان فى موقعه ومركزه ومسئوليته .. يكذب ليخادع أو ليدارى خطأ أو ليحقق مأرباً أو يهرب من مسئولية..
●● والسيكوباتى المبدع هو الذى يجيد فن الإقناع بالرغم من كذبه .. ويعكس وجهه فعلا الصدق ولايتعثر لسانه .. وهو لايستطيع إلا أن يكذب، لأن الكذب ينسجم مع بقية سماته.
أما الصدق فهو قيمة أخلاقية عليا تتضافر وتنسجم مع مجموعة قيم أخرى كالأمانة والشرف وتحمل المسئولية وأداء الواجب والإخلاص .. وليس كل كاذب سيكوباتياً، فالكذب له أسباب أخرى، ولكن بكل تأكيد فإن كل سيكوباتى كاذب..
4. والسيكوباتى المبدع يكسر كل القوانين ولكن دون أن يدرى بذلك أحد .. إنه يفعل ذلك بذكاء شديد ويتخطى كل الحدود ويلجأ إلى كل الوسائل من رشوة وتخريب الذمم والإبتزاز وكل عمل غير أخلاقى يسهل له الوصول لأهدافه..
أما السيكوباتى الغبى فهو الذى يخالف القانون بشكل ظاهر أو مباشر يجعله صيداً سهلاً للشرطة، كالسرقة أو الإتجار فى المخدرات أو ممارسة الدعارة أو التزوير والغش فى التجارة أوالنصب أو الإحتيال.
ولكن السيكوباتى المبدع يرتكب كل هذه الجرائم دون أن يقع ودون أن يجرؤ أحد على أن يشير بإصبع الإتهام إليه .. السيكوباتى المبدع يلبس لباس التقوى والصلاح، ويتبارك ويتبرك به الناس، بينما هو يتاجر فى المخدرات أو الأعراض أو ينصب أو يحتال على الناس.
5. والسيكوباتى صاحب أسرة فاشلة .. فهو زوج فاشل وأب فاشل ولايتحمل أدنى قدر من مسئولياته كزوج وكأب، وأبناؤه معرضون للمرض والنقص الغذائى والحوادث وللفشل الدراسى والإنحراف نتيجة لإهماله .. فهو ينفق على ملذاته ويبخل على أسرته، بل وقد يهمل فى علاج زوجته أو أبنائه رغم إستطاعته، وقد يترك بيته بلا طعام أو لايسدد إيجار المنزل أو فاتورة الكهرباء أو الغاز أو الماء مما يعرض أسرته لكثير من المشاكل.
وفى الغالب تراه يتزوج لثالث أو رابع مرة .. وفى كل مرة إما تتركه زوجته لتعاستها معه وإما يتركها هو جريا وراء ملذاته..
6. والسلوك الجنسى مضطرب عند السيكوباتى فهو متعدد العلاقات الجنسية غير الشرعية .. وكلها علاقات قائمة على الرغبة البحتة دون وجود مشاعر .. وهو لايستطيع ولايصبر على علاقة واحدة.
وقد يصل الأمر إلى أكثر من عشر علاقات فى عام واحد .. وأكثر من علاقة فى وقت واحد .. وبالرغم من أن كل صنوف الشذوذ الجنسى قد تكون مرضاً أولياً، إلا أن بعض صنوف الشذوذ ترتبط بالشخصية السيكوباتية كالجنسية المثلية والعلاقة مع الأطفال والمحارم والإغتصاب .. ومعظم حالات الإغتصاب التى تمت دراسة أبطالها من السيكوباتيين.
7. والسيكوباتى هو إنسان عدوانى بطبعه يميل إلى التشاجر مع الآخرين ولايتورع عن إستعمال القوة .. أى يصبح عنيفا إلى حد الإيذاء الجسدى .. ويميل إلى الإنتماء للمجموعات ذات الأهداف العدوانية الشريرة .. وهو يتلذذ بإيذاء الآخرين وإرهابهم .. وهو سريع الإستثارة حيث ينقلب إلى إنسان عنيف فى لحظات، وعموما فهو يسلك ويتكلم مع الناس بغلظة وتحد..
8. أما السيكوباتى المبدع فهو على العكس تماما .. لايلجأ أبدا إلى القوة والعنف الظاهر ولكنه يؤذى الناس بنفس القدر وأكثر بطرق غير مباشرة ويلحق بهم ضررا كبيرا فى أعمالهم وأرزاقهم وممتلكاتهم وحياتهم بشكل عام، فقد يكون وراء فصل إنسان من عمله أو تلفيق تهمة له أو إلحاق خسارة مادية جسيمة به عن طريق الوشاية بأسراره فى العمل .. إن شروره قاتلة ولكنها مستترة ويبدو ظاهريا إنساناً بريئاً وخيراً.
وإلى اللقاء غدا بإذن الله والجزء الأخير و بقية سمات الشخصية السيكوباتية
أراكم على كل خير بإذن الله تعالى
العبور 5 فبراير 2020
●● من هو السيكوباتى؟
هو الشر على الأرض .. هو الشيطان فى صورة إنسان .. هو التجسيد لكل المعاني السيئة والقيم الهابطة .. هو الحقد والأنانية والإنتهازية والعدوانية والكراهية والإيذاء .. هو الجانب الأسود للحياة على الأرض ومجهض لكل المعاني الجميلة والجوانب المضيئة للإنسانية .. رائد وراعى الظلم ومهندس الخيانة وحامى الرذيلة والمبشر بالنذالة فى كل وقت.
●● وقد يكون جميل المنظر بهي الطلعة سمح الوجه بريء الهيئة، ولكن كل ذلك تغطية لقلبه الأسود ونفسه التى تشع ظلاماً .. فهو إذا كان ذكياً فإنه سوف يجيد تخبئة كل سماته الفاسدة المفسدة ليتمادى فى الخداع والخديعة والإيذاء.
قد يظل الكثيرون منخدعين مضللين يرونه الشهم الأمين العادل المنصف المحسن الودود الحليم .. قد يفلح فى لبس القناع وإحكامه كأبرع ممثل ويعيش فى وسط الناس هادياً ورائداً ومعلماً ومبشراً بالخير والنور، ولكنه فى حقيقة الأمر هو العكس لكل ذلك تماما وتلك هى خطورته الحقيقية.
إن السيكوباتى العدوانى الأقل ذكاء ينكشف أمره بسهولة .. أما السيكوباتي الذكي والذي يعرف أيضاً بالسيكوباتى المبدع فهو الأخطر .. لأن شروره تستشرى دون أن يدري به أحد .. أو يكون من الذكاء بحيث يخضع الناس له بسلطانه أو بماله أو بالتحكم فى أرزاقهم ومستقبلهم أو بإبتزازهم .. ولا أصدقاء دائمون له .. هناك أصدقاء لكل مرحلة .. وحين ينكشف أمره بين أصدقائه ينتقل إلى مجموعة أخرى .. يُكَون شلة أخرى .. وحين تنتهى مصلحته مع مجموعة، سرعان مايهملها ويسقطها وينتقل إلى مجموعة أخرى ترتبط مصالحه بهم فى هذه المرحلة وهكذا.
●● لا قلب ولا عواطف ولا مشاعر ولا أحاسيس .. لاشئ بالمرة .. وإنما ملذاته وأهواؤه ورغباته وأطماعه وشهواته هى التى تقوده وتحركه، وكلها شهوات مادية حسية تسلطية .. لا يضحي من أجل أحد، وإذا أظهر تأثراً فهو كاذب .. إنه تماماً كالممثل يظهر تعبيرات الحزن والألم على وجهه ولكنه لايشعر بداخله بشئ على الإطلاق.
●● يخون أصدق صديق .. يتسلق فوق كتف أقرب قريب .. يدوس على عنق أعز عزيز .. المهم أن يصل إلى هدفه .. أو يعلو .. أن يحقق طموحاته .. ينسى من ساعدوه، بل يتحاشاهم ويهرب منهم ويتنكر لهم حتى لايشعر أنه مدين لأحد.
●● وسمات هذه الشخصية تبدأ قبل سن الخامسة عشرة .. وهذه نقطة مهمة لتشخيص السيكوباتية .. السيكوباتية لاتبدأ فى سن الثلاثين أو الأربعين .. بل يولد بها الإنسان وتتضح سماتها فى مرحلة المراهقة .. وإذا أردنا أن نتعرف على السيكوباتي فى بداية حياته فهناك أكثر من علامة:
— الهروب من البيت .. والهروب من المدرسة.
— التعرض للفصل من المدرسة لسوء سلوكه.
— السرقة من البيت أو الأصدقاء.
— الكذب المستمر.
— تخريب الممتلكات العامة.
— التعثر الدراسي والحصول على درجات منخفضة غير متوقعة بالنسبة لذكائه الظاهر.
— العصيان ورفض الإستذكار وإبتزاز الأهل.
— كسر قوانين المدرسة والعنف مع زملائه والدخول فى معارك معهم وأحيانا تحدي تعليمات المدرس.
— الإعتداء بالضرب والألفاظ النابية على أشقائه وشقيقاته وتحدى سلطة الأب وكسر أوامر الأم.
●● كل هذه السمات أو بعضها تظهر قبل سن الخامسة عشرة .. وعند سن الثامنة عشرة تظهر الصوره الكاملة للشخصية السيكوباتية كما تتضح فى الآتي:
1. عدم قدرته على الإستمرار فى عمل واحد ولمدة طويلة .. فهو ينتقل من عمل لآخر .. إما أن يترك هو العمل بدون سبب واضح أو لأسباب واهية، وإما أن يطرد من العمل، فهو بالقطع موظف غير مرغوب فيه لإستهتاره وعدم إنتظامه وعدم تحمله المسئولية وسؤ علاقاته بزملائه ورؤسائه.
وقد يظل متعطلا لوقت طويل، وقد يترك عمله فجأة وبدون مقدمات برغم إحتياجه وإحتياج أسرته وبدون أن تكون هناك فرص عمل أخرى متاحة .. هذا بالإضافة إلى عدم أمانته فى أداء عمله، ولاتعنيه مصلحة العمل أو مصلحة الناس، وهو ذلك الموظف المرتشى فى أغلب الأحوال.
وإذا كان مازال طالبا فى المدرسة الثانوية أو الجامعة فهو دائم التغيب وقد يظل شهوراً دون أن ينتظم فى يوم دراسى واحد، كما يهمل مذاكرته تماما، وهو كثير الرسوب ولايقلقه تقدم زملائه وتخلفه هو وكأن مستقبله لايعنيه، وبالتالى فهو دائم الشجار مع أسرته إلى حد إستعمال العنف أحيانا ويسرف فى التدخين أو إستعمال المخدرات وطلب النقود ولايتورع عن سرقة أسرته وحرمانهم من قوتهم من أجل ملذاته..
إذن هو ذلك الطالب المستهتر الفاشل والمنحرف، الذى لايريد أن ينهى دراسته ولايريد أن يعمل ..
2. لاتخطيط ولاخطة فى حياته، بل إندفاعات تلو إندفاعات تقود إلى أخطاء ومشاكل خطيرة، ولكنه أبدا لايتعلم ولايستفيد من أخطائه ولايستفيد من تجاربه ويكرر نفس الخطأ المرة تلو المرة .. وقد يعد ويقسم أنه لن يعود إلى إرتكاب هذا الخطأ مرة أخرى ولكنه لايصدق فى وعوده.
وتلك نقطة أساسية يجب أن نعرفها عن السيكوباتى، إنه لايفي بوعوده على الإطلاق ولايمكن تصديقه، ومن الخطأ الوثوق به، فلاعهد ولاعهود يحترمها .. وقد يكون سيكوباتيا مبدعا فيظهر ندمه وتأثره على خطأ إرتكبه ويبدو متألماً منكسراً دامعاً باكياً، ولكن بعد مضى وقت قصير ينسى كل هذا ويعود إلى سابق عهده من إندفاع ورعونة وتكرار الأخطاء وعدم مراعاة مشاعر الآخرين وإندفاعاته وتورط أسرته .. فقد يقرر أن يترك عمله فجأة أو يهاجر أو يبيع بعض ممتلكاته .. أو يتزوج أو يطلق .. يتخذ قرارا سريعا فى مثل هذه الأمور الهامة فى حياة أى إنسان.
3. وهو يكذب دائما .. ولقد تمرس فى أن يبدو صادقا وهو يمعن فى الكذب .. ويحلف بأقدس يمين وهو كاذب ولايتورع عن أن يكذب فى أخطر الأمور وأمام أى إنسان وأى مجتمع..
يكذب حيث لايصح الكذب من إنسان فى موقعه ومركزه ومسئوليته .. يكذب ليخادع أو ليدارى خطأ أو ليحقق مأرباً أو يهرب من مسئولية..
●● والسيكوباتى المبدع هو الذى يجيد فن الإقناع بالرغم من كذبه .. ويعكس وجهه فعلا الصدق ولايتعثر لسانه .. وهو لايستطيع إلا أن يكذب، لأن الكذب ينسجم مع بقية سماته.
أما الصدق فهو قيمة أخلاقية عليا تتضافر وتنسجم مع مجموعة قيم أخرى كالأمانة والشرف وتحمل المسئولية وأداء الواجب والإخلاص .. وليس كل كاذب سيكوباتياً، فالكذب له أسباب أخرى، ولكن بكل تأكيد فإن كل سيكوباتى كاذب..
4. والسيكوباتى المبدع يكسر كل القوانين ولكن دون أن يدرى بذلك أحد .. إنه يفعل ذلك بذكاء شديد ويتخطى كل الحدود ويلجأ إلى كل الوسائل من رشوة وتخريب الذمم والإبتزاز وكل عمل غير أخلاقى يسهل له الوصول لأهدافه..
أما السيكوباتى الغبى فهو الذى يخالف القانون بشكل ظاهر أو مباشر يجعله صيداً سهلاً للشرطة، كالسرقة أو الإتجار فى المخدرات أو ممارسة الدعارة أو التزوير والغش فى التجارة أوالنصب أو الإحتيال.
ولكن السيكوباتى المبدع يرتكب كل هذه الجرائم دون أن يقع ودون أن يجرؤ أحد على أن يشير بإصبع الإتهام إليه .. السيكوباتى المبدع يلبس لباس التقوى والصلاح، ويتبارك ويتبرك به الناس، بينما هو يتاجر فى المخدرات أو الأعراض أو ينصب أو يحتال على الناس.
5. والسيكوباتى صاحب أسرة فاشلة .. فهو زوج فاشل وأب فاشل ولايتحمل أدنى قدر من مسئولياته كزوج وكأب، وأبناؤه معرضون للمرض والنقص الغذائى والحوادث وللفشل الدراسى والإنحراف نتيجة لإهماله .. فهو ينفق على ملذاته ويبخل على أسرته، بل وقد يهمل فى علاج زوجته أو أبنائه رغم إستطاعته، وقد يترك بيته بلا طعام أو لايسدد إيجار المنزل أو فاتورة الكهرباء أو الغاز أو الماء مما يعرض أسرته لكثير من المشاكل.
وفى الغالب تراه يتزوج لثالث أو رابع مرة .. وفى كل مرة إما تتركه زوجته لتعاستها معه وإما يتركها هو جريا وراء ملذاته..
6. والسلوك الجنسى مضطرب عند السيكوباتى فهو متعدد العلاقات الجنسية غير الشرعية .. وكلها علاقات قائمة على الرغبة البحتة دون وجود مشاعر .. وهو لايستطيع ولايصبر على علاقة واحدة.
وقد يصل الأمر إلى أكثر من عشر علاقات فى عام واحد .. وأكثر من علاقة فى وقت واحد .. وبالرغم من أن كل صنوف الشذوذ الجنسى قد تكون مرضاً أولياً، إلا أن بعض صنوف الشذوذ ترتبط بالشخصية السيكوباتية كالجنسية المثلية والعلاقة مع الأطفال والمحارم والإغتصاب .. ومعظم حالات الإغتصاب التى تمت دراسة أبطالها من السيكوباتيين.
7. والسيكوباتى هو إنسان عدوانى بطبعه يميل إلى التشاجر مع الآخرين ولايتورع عن إستعمال القوة .. أى يصبح عنيفا إلى حد الإيذاء الجسدى .. ويميل إلى الإنتماء للمجموعات ذات الأهداف العدوانية الشريرة .. وهو يتلذذ بإيذاء الآخرين وإرهابهم .. وهو سريع الإستثارة حيث ينقلب إلى إنسان عنيف فى لحظات، وعموما فهو يسلك ويتكلم مع الناس بغلظة وتحد..
8. أما السيكوباتى المبدع فهو على العكس تماما .. لايلجأ أبدا إلى القوة والعنف الظاهر ولكنه يؤذى الناس بنفس القدر وأكثر بطرق غير مباشرة ويلحق بهم ضررا كبيرا فى أعمالهم وأرزاقهم وممتلكاتهم وحياتهم بشكل عام، فقد يكون وراء فصل إنسان من عمله أو تلفيق تهمة له أو إلحاق خسارة مادية جسيمة به عن طريق الوشاية بأسراره فى العمل .. إن شروره قاتلة ولكنها مستترة ويبدو ظاهريا إنساناً بريئاً وخيراً.
وإلى اللقاء غدا بإذن الله والجزء الأخير و بقية سمات الشخصية السيكوباتية
أراكم على كل خير بإذن الله تعالى
العبور 5 فبراير 2020