متى يتأكد الإنسان العادي أنه عبد الله العادي . الذي لا يُرسل إلى أحد كنبي . هل لا بد من السجن، فيُجَزُ فيه الداعر والشجاع .حتى يصبح جبانا أو أقل حيلة . أو هل لا بد من تعاقب السنين ، حتى يتمكن البشر ذو شرور الثورة من إكتشاف نفسه . وحتى إذا رأى نفسه في غياهب الجـُب . لا بد أن يتمكن من التفرقة بين الأنبياء وطموحاتهم والسلالات العادية وأمالها.
كي تصلك الفكرة التي أرغب في توصيلها لك بالبريد المستخدم في العام 2019م. إخترت لك يا عزيزي القاريء مثقفا عربيا رغب في مساعدتي على زرع فكرة التواضع في رأسك. وإذا نجح سوف تبتعد عن جنون العظمة وعن حركات التحرر .وعن الرغبة في عيش لا يُسجن .
شخصية هذه الحلقة من برنامج إقرأ حول. لديها روايات ممتازة كتبتها تجسيدا لتجارب كفاح وإستسلام ممتازة. وقد كتب الفنان المبدع ” أحمد بطاح” القـَصَصُ الذي يراه مكانا مألوفا في وضع غير مألوف. وإنه السجن حيث يوضع البشر غير الأليف . السجن الذي يراه بلطح بدون جدران . إنه لا يقصد طبعا سجنا يفتقر إلى حائط فايسبوك. أو سماء زرقاء بفضل توتر. أو شديدة الإحمرار برغبة يوتيوب . ولكنه يقصد الذي يمكنك قرأتها من خلال روايته . فتفضل إقرأ بعضا منها(إخترت أن أكون حرا، فأنا حر، ليس وفقط لأني إخترت ذلك، بل لأن الحرية إختارت أن أكون من جندها الطائعين، ولذلك يمكنني أن أرفع صوتي في هذا السجن، وأصرخ بملء فمي: أنا حر.. أناحر.. أنا حر أيها العالم.إشتد البرد في الزنزانة، ورحلت أشعة الشمس التي كانت ترسم مربعا على الجدار، وأصبح المكان أشبه بقبر على حافة الدنيا، كنت أرى الغيوم الملبدة من الكوة، وبدأ المطر في التساقط ، وإستمر في ذلك إلى أن بدأ الماء يسيل من شقوق الجدران، رفعت الفراش وعلقته على الجدار في مكان جاف كي لا يتبلل، وبدأ الماء يقطر هذه المرة من السقف، وضعت صحنا حديديا في مسقط الماء، وبدأ يصدر صوتا جميلا ومرعبا في الوقت نفسه:..طن…طن…طن… كان يذكرني بشدة بدقات الساعة، أوبدقات قلبي، توقف المطر خارجا، لكن الماء ما زال يتقاطر في الصحن.)
وكما لاحظنا من الأسطر التي إخترناها من وسط رواية صفاحتها عددها 184 . يوجد في السجن الجدار الذي بلتت الطبيعة جفافه . فجاد برقة الحياة . وتحول سقف السجن إلى سماء تقطر ماء ،السجين سيشربه يعني سيشربه. ما دام على قيد الحياة، المطر ينهمر صنعا له . إنه الله وإنه الطين . أما أنا فإسمي صديقكم لزهر دخان . والذي أوصيته عنكم إسمه الكامل أحمد بطاح.
ولد أحمد بطاح سنة 1989 بقرية “عوينة إيغمان” جنوب المغرب
التعليم الإبتدائي والثانوي بمدينة بوجدور بالصحراء الغربية
حصل على الإجازة في الفلسفة سنة 2012م
في 2013م إلتحق بمركز تكوين الأساتذة ليتخرج سنة 2014 م .أستاذا لمادة الفلسفة بالتعليم الثانوي.
نشرت أول رواية له تحت عنوان “الحب الآتي من الشرق” في طبعة ورقية وأخرى إلكترونية سنة 2014م.
صدرت روايته الثانية “سجن بلا جدران” في طبعة إلكترونية عن دار حروف منثورة للنشر الإلكتروني بجمهورية مصر العربية، وهي الرواية الفائزة بالمركز الثالث في المسابقة التي تنظمها نفس الدار، دورة 2015 م -2016م..
العمل الأخير فهو رواية تحت عنوان “رجل لا أثر له يسكنني”