د. هالة الجبالي
يمكننا تحديد أهداف الإشراف التربوي في الأمور التالية:
توجيه المعلم وإرشاده, ومعاونته على فهم خصائص نمو الأطفال, وحاجاتهم, وطرق إشباعها, ووسائل حل مشاكلهم المختلفة بالأساليب التربوية الحديثة.
إشعار المعلم بأنهما زميلان, مهمتهما التعاون على تحقيق أهداف المدرسة, في جو من الاحترام المتبادل, فذلك وحده كفيل بإيجاد جو من التعاون الخلاق بين المعلم والمشرف التربوي، يستطيعان بواسطته معالجة كل ما تجابه المدرسة من مشاكل بيسر وسهولة.
جمع الخبرات الجيدة التي يحصل عليها من خلال عمله كمشرف تربوي, وتعميمها على المدارس للاستفادة منها, ذلك أن المشرف التربوي بحكم عمله, واتصاله بالمعلمين, والاستماع إلى طرق وأساليب تربيتهم وتعليمهم, يحصل على مجموعة من الخبرات والتجارب التي يمكن الاستفادة منها حين تعميمها.
ولابد للمشرف التربوي من عقد اجتماعات واسعة للمعلمين, لا أن تقتصر زيارتهم في الصف لبضع دقائق لا غير. إن بضع دقائق يزور بها المعلم أثناء الدرس لا يمكن له أن يقف خلالها على مدى الجهد الذي يبذله المعلم, ولا الوقوف على المشاكل التي يجابهها هو وتلاميذه على حد سواء, وبالتالي لا يمكن أن يكون التقرير الذي يقدمه عن المعلم دقيقاً ومنصفاً.
تيسير نجاح المعلم في تحقيق رسالته، عن طريق إيجاد فرص للتدريب, والاتصال بالحياة, والقضاء على العزلة الفكرية لدى المعلمين.
خلق جو من التفاهم والاحترام المتبادل بين المعلم والمجتمع, وهذا العمل يتطلب من المشرف التربوي الإلمام بظروف المدرسة والمجتمع, كي يتمكن من إقناع الطرفين أن عملية التربية والتعليم تخص كلاهما, وأن النجاح يتوقف على تعاونهما.
تبيان أحسن الطرق والأساليب للمعلم في عرض مواد الدرس على التلاميذ, وطرق ربطها ببعضها, بحيث تتلاءم وعقول التلاميذ, وتتناسب ومستوياتهم, وتثير فيهم الاندفاع الذاتي وتشبع ميولهم ورغباتهم.
التعرف على مستوى التلاميذ في جميع النواحي, الشخصية, والعلمية, وتتبعه, والإسهام في رفعه والسمو به, ومن المؤسف أن نجد الكثير من المشرفين التربويين لا يهتمون إلا بالمستوى العلمي, سواء كان ذلك بالنسبة للمعلم أو التلاميذ, أما النواحي الأخرى, والتي هي أكثر أهمية من تلقين التلاميذ لمواد معينة, فتلك مسألة لا تستحق أي اهتمام !!.
دفع المعلم إلى دراسة المناهج والكتب المدرسية المقررة ونقدها, وتبيان جوانبها الإيجابية والسلبية, وطرق معالجتها, وبذلك يتحرر فكر المعلم من القيود البالية, وتجعله يشعر بأنه مساهم فعّال في وضع المناهج وتطويرها.
إن هذه هي أهم الأهداف التي ينبغي أن يحققها المشرف التربوي الناجح, والتي بواسطتها يمكن النهوض بالمدرسة من جهة, وإمكانات المعلم من جهة أخرى.