النقد لغة متاحة للجميع ، ولكن قليلا من يعرف أصولها ، وقواعدها ، ومتى تكون ؟
وقليلا ماهم من يعرف كيف يحول النقد الذى ينتقده الى بناء ، ويجعل نقده يعلى الهمم ، ويستنفر الطاقات الايجابية فى الفرد ، والمجموع .
وبين النقد البناء ، والنقد الهدام فارق بسيط جدا ، ربما لايستشعره البعض ، سواء أفراد ، أو وسائل اعلام ، أو جلسات جماعية .
لأن الفارق بين النوعين كبير جدا ، لأن اساس النقد المفروض أن يكون تقويميا ، ويدفع الانسان للتحسين والتقدم ، والارتقاء ، أما النقد الهدام فيحبط العزائم ، ويصيب الانسان باليأس ، والحيرة .
وللأسف ساحتنا مليئة بمن يسمون أنفسهم منظرين ، أو نقاد وللأسف الشديد لايعرفون كيف ، ولا متى ينتقدون ؟
وذلك فى جميع المجالات ، والساحات ، سواء سياسية ، أو رياضية ، أو تعليمية ، أو غير ذلك .
فالنقد البناء عنوانه أن تنتقد كما تشاء بلا تضخيم للسلبيات ، ولكن مع نقدك هذا لابد أن تذكر الايجابيات ، ثم تأتى بالحلول الواقعية لتحويل تلك السلبيات الى ايجابيات .، فتسهم بذلك فى البناء للمستقبل بلا اخباط عزيمة ، ولا يأس لحل .
وفى الغالب اصحاب النقد الهدام لايقبلون رأى غيرهك ، ولايؤمنون بالرأى ، والرأى الآخر ، وكأن هذا ينتقص من شخصياتهم ، وأسمائهم ، ومراكزهم.
وانظر الى بعض البرامج الحوارية فى وسائل الاعلام اذا أراد مسؤل طرح فكرة معينة ، وكان بها شئ من العوار ، لايقبل أن يناقشه أحد ، أو يقومه احد ، وذلك حتى لايظهر انه لم يدرس الموضوع دراسة وافية ، فيغلب بذلك المصلحة الخاصة على المصلحة العامة .، مع انه يعى تماما أن مايطرح عليه هو الرأى الصائب ، ولكن لايقبل الرأى الآخر المقوم لمشروعه.
فمتى نعى تماما حرفية النقد ، فيكون نقد بلا تجريح ، ولا تطاول ، ولا اظهار للقوة ، بل نقد من اجل البناء ، ومن اجل البلاد ، ومن اجل الشباب ، ومن اجل الشعب ، ومن أجل رؤية لصانع القرار ( رؤية واضحة جلية ) بلا غيوم
حفظ الله مصر من اعدائها ، ومن بعض أهلها