كتب هشام صلاح
حينما نتأمل كتاب الله الأعظم يجذب انتباهنا حد الإبهار أنه أثبت فيه أقوال من عابوه ، ليدل بذلك على أن الحقيقة محتاجة إلى من ينكرها ويردها كحاجته إلى من يقر بها ويقبلها .
فهى بأحداهما تثبت وجودها وبالآخرى تثبت قدرتها على الوجود والاستمرار
* فما أروع الشعر وما أصدق الشاعر حينما يكشف زيف البعض فيضطرهم بكشف حقائقهم أن يجعلوا الكذب يكذب بطريقة جديدة ،
وما أقوى الحجة عليهم حينما يستدل بها ويرى بصدقة وفطنته حقيقة وجوههم من خلف أقنعتها
وما أروع وأشق على النفس تلك المقارنة الفريدة التى عقدها شاعرنا ليكشف من خلالها مدى التشابه والتناسق بين فعل فريقين وإن شئت قلت مجلسين البسا الباطل ثوب الحق والمحال رداء الممكن
والآن لنتامل رسالة ثورة الإبداع من ثروة الإبداع
مع رائعة شاعر الحب والجمال ثروت بك سليم لتكتشف بنفسك عزيزى القارى تلكم الثورة من خلال رائعة ثروة الشعر والشعراء :
دعني أقدِّمُ للإبداعِ .. ميثاقي * وخُذْ كمَا شِئْتَ من تينٍ ودُرَّاقِ
وخُذْ من العُمْرِ حرفاً صارَ جَوْهَرَةً ***وبيتَ شِعْرٍ بهِ .. دوَّنتُ أشواقي
خُذِ المنَاصبَ ..خُذْ ما شِئْتَ مِن دُرَرٍ ***ودعْ ليَ الشَمْسَ كي يزدادَ إشراقي
لا مَجْلِسٌ مَا عَلَا يرقى لقافيتي ***أو شَدَّني كي أرى إبداعَهُ الراقي !!
إني أنَا (الـ..ثروةُ) المُهداةُ مِن وطنٍ * بكل فخْرٍ لَهُ .. قدَّمْتُ أورَاقي
ما مجْلسٌ قد علا إلا على ورقٍ ***وبعضُهم بين قُطَّاعٍ ..وسُرَّاقِ
كمَجلسِ الأمنِ للصُهيونِ منفعَةٌ ***ومن فلسطينَ في قتلٍ وإحراقِ
مَنْ ذا يُعارِضُ بيتَاً في مُدَوَّنَتي***أو مَنْ يُحَاوِلُ عندَ البَحْرِ إغراقي ؟
أرسلْتُهُ مَجْمَعَ البحرينِ مُختنِقَاً ***بِلا هواءٍ ..بلا مَاءٍ ..بلا سَاقِ
يا عُصْبَةَ المَجْلِسَ الأدنى بلا أدبٍ * مَا الشِعْرُ يُشْرَى بدُكَّانٍ لحَلَّاقٍ
الشِّعْرُ صَوْتُ نِدَاءِ اللهِ يَسْكُنُ بي * والشِعْرُ ذَوْقٌ ..وأنتُم دونَ أذواقِ
والشِعْرُ في مَعْبَدِ العُشَّاقِ أُغنيَةٌ * تسمو بأخلاقِ مَنْ يَسمُو بأخلَاقِ
مُوتوا بآثَامِكم .. فالليلُ يلعَنُكُم * والصُبْحُ يَفْضَحُ لَقْلَاقَاً..بمِصْدَاقِ
ومِصْرُ أكبَرُ مِن أحلام طائِفَةٍ * في أرذل العمر.. في ظُلْمٍ وإخفَاقِ
إني أنَا المَجْلِسُ الأعلَى وتُلهِمُني * مِصْرُ الحَبيبَةُ مِن شَوْقٍ لمُشتَاقِ
وليسَ يَعلُو على إبداعِنَا سَفَهٌ * قد قُلْتُهَا وعلى الرَزَّاقِ أرزَاقي