بقلم / وليد .ع.العايش
________
يقولُ الجريحُ للجريحْ
كيفَ تهشّمَ وجعُ النزيفْ
وتحطّمتْ لُغَةُ الجسدْ
كيفَ ثارَ الخوفُ في دربي
نحو صدْرِكَ للأبدْ …
يُجاوِبَهُ الصدى … عبْرَ المدى
عنْ حمائمٍ … تَعرِفُ معنى الرحيلْ
لكنَّها تؤوبُ إلى أعشاشِها
تطيرُ كما شاءَ القدرْ
لا كما رَسَمَ البشرْ …
تُطْرَبُ للحنٍ يأتي منْ بينِ الغيومْ
لا تعترِفْ … بِألمِ الردى
يقولُ الجريحُ للجريحْ …
كَفْكِفْ دموعكَ عني
فلستُ إلاَّ رَجْعٌ … يُردِدهُ الصدى
كيفَ بَعثَرْتَ أُمَّكَ في الطريقْ
تَركْتَها على عرشِ دمْعٍ تئنُّ
بينَ لَهبِ حريقٍ … واحتراقْ
يقولُ الجريحُ للجريحْ …
عندما يَحِطُّ الفجرُ رِحالهُ
كيفَ اخترقتْ تِلكَ الرصاصةُ
تَمرُدَ جسدِكَ العتيدْ
وسمحتَ لِدمائكَ أنْ تَنزُفَ
على رصيفٍ مُقَعّرِ الأهدابْ …
أو أنْ تَعرِف الدربَ إليكْ
أخْبَرْتُكَ مُنذُ مساءِ أمسٍ
بأنَّ الجليدَ بنى بيتاً هنا
فكيفَ رميتَ نصيحتي
في عُمْقِ وادْ …
أوَلستَ أنتَ مَنْ لَمْلَمَ
كُلَّ مَنْ جاءَ جريحاً إلينا …
كيفَ أمسيتَ طريحَ الدماءْ
هلْ جاءكَ عهدُ السماءْ
لَمْلَمَ جُرْحَهُ ثُمَّ توارى
يقولُ الجريحُ للجريحْ …
مازِلتُ أذْكُرُ ما قُلتَ
يومَ انزاحتْ عنّا سِتارَة اليوم الأخيرْ
حِينَها كُنتُ أرْقُبُ العَصْرَ أنْ يُغادِرنا
بلا نزْفٍ … بِلا أيّ احتراقْ
شَقَقْتُ ثوبيّ المُتبقي منْ عصرِ عشقي الأولْ
كي أُلَمْلِمَ ما تبقى من جِراحْ …
لِيطمئنَّ قلبي عليكمْ
منْ شرِّ النزيفْ …
عَزَفْتُ موالاً مازلتُ أذكرهُ
كي تنسوا بما قالهُ خَطّ الرصاصْ
لكنَّكَ لمْ تَقُلْ …
كيفَ أصابَتْكَ عينُ الحاقدينْ
وأنتَ مَنْ كانَ يُرشِدُ كُلّ الآخرينْ
دعْني استوقِفْ نَزيفك
عِندَ هسهسة الشروقْ
فإنّي أعرِفُ ماذا يعنيهِ ( اِنعتاقٌ )
منْ براثنِ رواياتِ الدماءْ
لا تكترثْ لِجُرْحٍ … بِمَيتْ
فأنتَ الآنَ … هو أنا
كِلانا على ذات شريانِ الطريقْ
يصمتُ الجُرْحُ فجأةْ
ويُعاوِدُ قَولهُ … الجريحُ للجريحْ
لا تدَّعي بأنّكَ لستَ … كما أنا
فالدَمُ مازالَ يُناديكَ كي … تَرْجعْ
قُلْ ما تشاء … بِلا قيودْ
فإنَّ جُرحي بِلا ألمٍ … تخطتّهُ أمواجُ السُكارى
أوَليسَ للجُرْحِ … حدودْ …
هكذا قالَ الجريحُ للجريحْ
فَجاوبَهُ المدى … عبْرَ الصدى …
لا تكترثْ لجُرْحٍ بِمَيتْ … يخشاهُ الردى …
8/2/2018م