إعداد/ محمد مأمون ليله
عصمة القلب
قال الشيخ المكرم/ أحمد محمد علي وفقه الله:
روي أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ) رواه أحمد.
أحال رسول الله صلى الله عليه وسلم على القلب لما علم فيها من عصمة إلهية، وهي من جملة الأسرار الحاوية عليها، ولا يعرف هذه الأسرار إلا أهل المراقبة الواقفون على أسرارها، الذين يراقبون بواطنهم وقلوبهم وأحوالهم، ومن لم تكن المراقبة حاله؛ فإنه لا يعرف تلك العلامات أصلا، والمؤمنون أحق بمعرفتها من أصحاب النظر.
فإن ما يلقي الحق في القلب إلا ما هو حق فيه سعادة المؤمن، فمعرفة الحق من الحق لا تكون إلا بالقلب لا بالعقل، ثم يقبلها العقل من القلب كما يقبل من الفكر.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.