إعداد/ محمد مأمون ليله
قال شيخنا احمد النجار في كتابه:” تبرئة الإمام مسلم..”
إذا تبين أن الأئمة انتقوا بعض الأخبار ممن لا يعلم سماع راويه (مدلسًا كان أو غير مدلس) عمن فوقه ولم يكن هذا منهجًا ثابتًا لهم، فاعلم أن الإمام مسلم برغم دفاعه عن مذهبه في تصحيح الأخبار بالاكتفاء بالمعاصرة وإمكانية اللقاء مع انتفاء التدليس والدلالة على الإرسال، إلا أن الإمام مسلما – رحمه الله – لم يتوسع في تصحيح ما لا يعلم سماعه، بل انحاز إلى باب الانتقاء، ولم يكثر من التصحيح لما لم يثبت فيه السماع، وهذا بين في قلة الأمثلة الذي احتج بها في «صحيحه» مما لا يعلم به سماع الراوي ممن فوقه، وسبب ذلك أنه كان يدع ما يصح عنده ولا يدخله في «الصحيح» إذا بان له أن أحدًا من الأئمة قد أعل هذا الخبر، وكان رحمه الله حريصًا على ذكر ما أجمع أئمة الحديث على تصحيحه( ) في كتابه كما قد صرح بذلك، وقد أجاد في هذا وأحسن، ولم ينتقد على كتابه إلا أشياء يسيرة، وبعضها لا يسلم للمنتقدين، والله أعلم.