إعداد/ محمد مأمون ليله
قال الشيخ احمد محمد علي وفقه الله:
العالم مرآتك. فما تراه؛ فهي صورتك التي أنت عليها. فإن كان جمالا فجمال، وإن كان قُبْحا فقُبْح.
يقول الشاعر إيليا أبو ماضي :
أيهذا الشّاكي وما بك داء كن جميلا تر الوجود جميلا
العالم كله في غاية الجمال فما تجلى الله على العالم إلا باسمه الجميل، فهو مثل لما أوجد، لأن الحسن الإلهي والجمال قد حازه وظهر به، فجمع الله له الجمال كله، فليس في الإمكان أجمل من العالم كما قال أبو حامد الغزالي: “ليس في الإمكان أبدع مما كان” إذ لو نقص من جمال العالم شيء لنزل عن درجة كمال خلقه فكان قبيحا، ولهذا هام فيه العارفون. فكما أنه ليس كل قبيحا أن يكون أثره قبيحا؛ فيقول الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي قدس الله سره: “ثم إنه لا يلزم من الشيء إذا كان قبيحا أن يكون أثره قبيحا، (إذ) قد يكون أثره حسنا. والحسن أيضا كذلك، قد يكون أثره قبيحا: كحسن الصدق، وفي مواضع يكون أثره قبيحا، وكقبح الكذب، وفي مواضع يكون أثره حسنا. فتحقق ما نبهناك عليه تجد الحق.”
والقُبْح في العالم أمر عارض، فهو يكون في الأمور التي ذكرها الشرع، وفي أصحاب الأغراض بالعرض، وفي أصحاب المزاج بالملاءمة للطبع، وفي أصحاب النظر الفكري من الحكماء بالكمال والنقص.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.