بقلم: د. محمد مأمون ليله
من المعلوم أن الأصل في الأمة التعاون والاجتماع، فهم أمة واحدة يسعى بذمتهم أدناهم، وهم في الحق يد على من سواهم، وقد يستطيع المسلمون دفع المشاكل التي تواجه إخوانهم في البلاد غير المسلمة ببعض الضغط والخطوات، وقد لا يستطيعون ذلك إلا بتحالف قوي يجتازون به المفاوز والأخطار، ولا يشترط أن يكون ذلك في العلن، بل قد يكون بخطوات ذكية تفعلها أكثر الدول، كالتدريب العسكري المشترك، والتحالفات الاقتصادية الواسعة، ولا ينبغي أن نجمع العدو علينا أكثر، فهذا أمر يحتاج إلى حرفة وذكاء أوسع، وهناك عدة خطوات أقترحها في هذا الموضوع:
1- أن يكون للمسلمين في البلاد التي يحكمها غير المسلمين تمثيل قوي في كل الاتجاهات: السياسية ، والاجتماعية، والدينية، والإصلاحية، وغيرها.
وأن يكون لهم مشروع إصلاحي وسطي جمعي ينبع أصالة من تعاليم الإسلام ولا يتصادم معها، يخرج من بلادهم لا يستوردونه، يتفقون عليه ويجتمعون، مع إدارة قوية عاقلة ينضم تحتها أهل الإسلام هناك، ويخوضون بها كل مناحي الحياة، ويبنون في دولهم ولا يعادونها؛ ولهذا لابد لهم من نظرة تجديدية متزنة لهم في قضايا الحوار والتعايش، وأن يدركوا أن لهم أحكامهم الخاصة التي قد يحتاجون إلى معرفة فقه الضرورات فيها.
2- ولهذا فلابد من إحياء منظمة عالمية إسلامية ، أو تجديد وتفعيل دور منظمة التعاون الإسلامية، تشترك فيها كل الدول المسلمة، ويكون لهذه الطوائف في بلاد غير المسلمين تمثيل قوي..
كما يجب أن يكون للأمة مشروع قوي إصلاحي يشترك فيه كل العقلاء والمفكرين مع المؤسسات، ويضعون خططا للتعاون وإصلاح بلادهم، ويكون مشروعا يشترك فيه الشعب مع المؤسسات، والشعوب مع الحكومات.
ومن هنا تستطيع الأمة أن تقف على حقيقة أي حدث يكون، وان يكون هناك تنسيق في أي مصيبة تحدث، كما تصبح الأمة أشد قوة وتماسكا، وسيرهبها العدو الظالم، وهذه الخطوة مهمة جدا؛ لأن هناك مراحل في دفع الظالم تحتاج إلى تماسك وتعاون، ووقفة حاسمة يحملها الأكابر، وقد يكون لها عواقب نخففها باجتماع القلوب على القادة ووحدة المناهج، كترحيل السفراء، أو الحصار الاقتصادي، او المقاطعة، أو التحالفات الدولية.. ومن هنا تكون الأمة بالأمة، وستختفي مشاكل الغلو والتطرف، ويقوى قلب الحكام باجتماع شعوبهم من ورائهم خلف مشروعهم الواحد المشترك، وبالله التوفيق!