كتبت نسرين يسرى
هل سيطرت على حياتنا حشود الكراهية، هل أغرقتنا تفاهات أيامنا وهموم ليالينا بحيث لم نعد نفرق بين نجم يضئ وساحات ظلام موحشة ،ان الناس تتعجب الآن من كلام الحب وكأنه أصبح ضيفا غريبا في حياتنا رغم انه يعيش بيننا ولا نراه. الحب ليس هذه الأفلام الساقطة والنماذج الرديئة وليس هذا الحقد الدفين الذى سيطر على قلوب الناس. كثيرا ما أرى الحب في شوارعنا وبيوتنا البسيطة، هناك أم مازالت تحمل أطفالها وتذهب بهم إلى المدرسة وتكمل رحلتها في العمل لتعود ومعها ما يطعم صغارها. هناك رجل مازال يعمل في الصباح ويكمل مشواره في المساء ليقدم الحياة الكريمة للصغار. هناك بطل يحتضن تراب سيناء ويتعانق الدم مع التراب ليصنع قصة حب أبدية. هناك جندى بسيط يقف في إشارة المرور وسط ليالى الشتاء الموحشة، وهناك عجوز مازال يقف على شاطئ النيل يحرس شطآنه وهناك فنان مازال يبدع فنا جميلا يسعد به عشاق الحياة. وهناك أيضا من فسدت نفوسهم وعاشوا يلعنون كل ضوء شارد يشق
طريقه في السماء، فقد اعتادوا الظلام وهناك من تآمروا على نجاح الآخرين ووقفوا في أماكنهم لم يتقدموا للأمام شبرا واحداً. في الحياة من يصنع الظلام وفيها أيضا عشاق النهار وعليك ان تختار لنفسك طريقا إما ان تضئ شمعة أو تطفئ كل الشموع حولك. إن الحياة لا تنتظر احداً وعليك ان تختار إلى اى المسارات تمضى. في آخر المشوار سوف تقف مع نفسك وتحاسبها وسوف تدرك انك اضأت شمعة وغرست في ليل الحائرين شجرة وانك عشت محبا للحياة وكنت صوتا للضمير الحى والخلق الرفيع. مهما زادت سحابات الكراهية حولنا فمازالت القلوب تنبض ومازال عشاق الحياة يغنون للجمال والخير والرحمة في كل مكان ولهذا سوف تبقى أغنيات الحب. لا تيأس اذا رأيت حولك من يلومك لأنك مازلت تغنى للحب. ان هذه القلوب الموحشة أدمنت الظلام ولم يعد لديها القدرة لأن تفتح عيونها كل صباح لتستقبل نهارا جديدا.