بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
هدم الثوابت والقيم النبيلة لما له من تأثير بالغ على التغيير الذي يحدث في السلوك الفردي والاجتماعي والأخلاقي وما يحدثه من تأثير في تراث الأمم والشعوب وبالذات شعوب الأمة الإسلامية، لان التمردعلى القيم فيها ليس تمرداً على مستوى أفراد تأثروا بفكرة غربية أو أعجبوا بسلوك مستورد من مجتمعات لا تمت إلى الضوابط الاجتماعية الأصيلة ولا إلى التقاليد التي ورثناها عن أسلافنا أو على مستوى مجموعة من الأفراد تبنت فكرة أو نظرية فلسفية معينة في ميدان من ميادين الثقافة عقائدية كانت أو اجتماعية أو غيرها من النظريات التي يطرحها مفكرون غير إسلاميين بين الفينة والأخرى.
إنما هي أفكار ونظريات وأجندة يُزج بها وعلى الدوام إلى أبناء أمتنا المسلمة. من خلال ضعاف النفوس والجواسيس المرجفين الذين يحاولون أن ينالوا من عظمة صرح الدين الحنيف. وأنى لهم ذلك. كل ذلك من أجل التغيير الفكري والثقافي وهدم التقاليد والقيم النبيلة التي ورثناها عن أجدادنا منذ أمد بعيد قبل الإسلام، وحين ظهر الإسلام على يد النبي العربي الأمي محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – سعى في ترسيخ هذه التقاليد والعادات الاجتماعية النبيلة مثل إكرام الضيف واحترام الجار وإعانة المظلوم ومساعدة المحتاج ونجدة الملهوف إلى غير ذلك من الموروث الأصيل الذي يطول تعداده وذكره. وكذلك أهتم بموضوع بنية الأسرة المسلمة لأنها الوحدة الأساسية في بناء وتكوين المجتمع. سعى أعداء الإسلام إلى استخدام سلاح جديد بعد أن فشلت كل أسلحتهم ودعواتهم المضللة وهجماتهم الهمجية الصفراء.
فعمدوا إلى أصحاب النفوس الضعيفة وحملة الأفكار المريضة من المنافقين (مسلمي الهوية فقط) من الرعاع والعلمانيين الأوغاد إلى استخدامهم كجنود مرتزقة وبسلاحهم الجديد إلا وهو سلاح التمرد على الأخلاق والتقاليد والسلوكيات والموروث الاجتماعي النبيل في المجتمع المسلم واستخدامه كمعول هدم في بنية المجتمع الإسلامي المتينة. فالواجب الملقى على عاتق العلماء والمصلحين محاربة مثل هكذا هجمات وبكل الوسائل المتاحة من خلال التثقيف بالكتب والصحف واستخدام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والانترنت وفي المساجد والأماكن العامة والتجمعات الاجتماعية المختلفة لفضح هذه المخططات.
وكشف هذه المؤامرات، وبيان زيف ما تحمله من أفكار مضللة للناس. وتوعية أبناء المجتمع لمواجهتها ونبذها واستهجانها وعدم الالتفات إليها أو سماعها أو الإنصات إليها . انجراف الشباب اليوم نحو ما هو مستورد من فكر وعادات وتقاليد لا تمت لتراثنا ولواقعنا بصلة والأدهى من ذلك الإقبال عليه بشغف مما جعل معظم شبابنا يفقد شخصيته التي بدورها أثرت على الشخصية العامة للمجتمع.
إن كان دينيا أي فقدان الشخصية الإسلامية أو حتى القومية العربية أو حتى العشائرية فصبغ المجتمع بصبغة جديدة لا يمكن تحديد او وضع ملامح واضحة لها وبذلك هو سائر نحو التغيير السلبي واذ لم تكن هناك صحوة والتفاته حقيقية
لهذا الأمر من قبل كل من يهمه الأمر سنصل إلى حالة الضياع التام والانصياع إلى ما يفرض علينا باختيارنا وهذه معضلة تؤدي إلى انهيار المبادئ والقيم التى أصبحت هدف لابد من هدمه أو القضاء عليه أو إضعاف قوته والظهور عليه وأفضل ما يمكن إن يستعمل ضده هو هدم اواضعاف عوامل قوته وأولها هي إدخال الثقافات الغريبة التي تخلق حالة من عدم التوازن الاجتماعي بل تخلق حالة من الصراع بين العقول وهذا الصراع يؤدي إلى هدم المشتركات التي يتعامل بها المجتمع بين الأجيال أو الطبقات الاجتماعية