بقلم.عسل عثمان
في بهو منزلها الوثير وكاعادة أغلب النبلاءشغلت اركانه بمقتنيات ثمينة ربطتها بذكريات وأضافت إليها بعضا من المسميات .
فهذا مقعد اللقاء وذاك مقعد الحنين وهناك مقعد الذكرى .
ناداها مقعد الذكريات جلست عليه فسارت في ردهات الشوق لتحتسي منها رشفة تحي ورود ثغرها وأمطرت رشفة اخرى عينيها كسماء كانون .
ارادت لأمسيتها تلك بالخروج عن النص كي لاتكون كا الجرائد الشعبية صفراء اللون ذات العناوين المتشابهة والصفحات المتكررة .
فستبدلت أقداح خذلانها برشفة من كأس الأمل.
صمت لف حيرتها إلا من ساعة الحائط التي كانت تخطو ببطئ شديد كامرأة عجوز حملت عكازها وسارت وهي تأن
.تيك.. تاك ….
طرقت مئات الأبواب الموصدة ولكنها لم تلقى الجواب . فجرت أزيال خيبتها وهمت بالرجوع ولكن سرعان ما تراءى لها نورا في اخر النفق من بابا موارب ..
فلمع بريق عينيها وهرولت لفتحه …
أصابها الذهول ….مسرحا فارغا تماما الا من عينيه .
تعثر نبضها مابين شهيقا وزفير وتعالا هرمون الأوكسيتوسين في جسدها النحيل حاولت الحراك ولكن هيهات ….
هاهي تلتقيه ثانية . فراودها صدى صوته بأخر عباراته
– سأعود ….وأعدك سنلتقي بعد غيابا قصير وسأكون لوعدي أمين –
*****
أليس …… لكل مسما من اسمه نصيب فكيف لوعد ان يخلف العهود .
صراخ اطفال ….نواح النساء …صوت مدافع …انها الحرب تبا لها كسرت كل القلوب .
رأته ممددا متعطرا بدمائه وعلى ثغره بسمة الشهيد …
لا ..لا لا…لن ابقى هكذا انوح لطالما تمنى ان يزين عمري بألوان الربيع
فستجمعت ما تبقى من قواها لإخماد عواصف الفقد…
وقفت امام مرآتها لتذيل شحوب السنين يألوان الزيف حررت خصلات شعرها من مشبكها أرتدت ثوبها الوردي أطفأت الانوار وأشعلت الشموع حملت وردة جورية كحمرة شفتيه وجلست على مقعد الحنين تطيل التأمل فيها على إيقاع موسيقى البيانو قطعت اول وريقة من جوريتها وهي تردد بصوتا مبحوح :
سألتقية
وفي الثانية لا لن التقيه
سألتقيه
لا لن التقيه…….
سألتقيه عادت الضحكة الي ثغرها المتصحر من غياب الحبيب وبرقة عينيها من الفرحة وازدادت حمرة الوجنتين .
نهضت من مقعدها متوجهتا الى سريرها الذي كان شاهدا على حكايات شهرزاد لشهريار وقبل ان تتمدد عليه جلست في خشوع رافعتا يديها الى السماء
ربي حرمتني من طربت روحي بلقياه فلا تحرمني من رؤيته ب الاحلام
إني رضيت
إني اكتفيت.
لروح ولدي الشهيد الخلود