كتب : طارق درويش
يعتبر العنف المدرسى من أهم المشاكل السلوكية لدى تلاميذ المدارس بمراحلها الثلاثة و تزداد حدة و عنفا فى تلاميذ المرحلة الثانية من التعليم الأساسى (الاعدادية ) بحسب الاحصائيات و الدراسات النفسية و الاجتماعية حيث تلعب التغيرات البيولوجية و العقلية فى هذه المرحلة العمرية (المراهقة ) و ما يصاحبها من عصف هرمونى دورا مهما فى تطور مظاهر العنف و لاسيما مع ضعف أو غياب التخطيط الاسرى و المدرسى و المجتمعى . و قد قسم خبراء التربية العنف المدرسى إلى نوعين ؛ الأول الإيذاء النفسى و الجسدى من التلاميذ تجاه بعضهم البعض او اتجاه معلميهم .. و الثانى هو تخريب البيئة المدرسية من تكسير الأثاث المدرسى و ابواب الحجرات او الكتابة على الجدران او تخريب سيارات المعلمين ……..الخ.
و تبدأ ظاهرة العنف و التخريب أيا كان نوعها و حجمها و أثرها و زمنها بعوامل نفسية لدى الطالب . فتاثر الطالب بمحيط تخريبى يساعد على نمو هذه الظاهرة كما أن تسيد بعض الطلبة و حبهم للظهور و التفاخر أحد العوامل النفسية المساعدة فى إنتشار هذه الظاهرة . كما أن كبت الشباب و تعامل بعض القائمين على تربيتهم من معلمين و آباء و نظام مدرسى بغلظة و قسوة دون إهتمام بإبداء الاسباب و عدم شعور الطالب بالرضا عن الإنتماء لهذا المجتمع الذى يضم أسرته و مدرسته دفع الطلاب إلى الانضمام إلى شلل و مجموعات تنتهج العنف وسيلة لإثبات الذات و تزداد وتيرة العنف لدى الطلاب الأقوى و الإنسحاب و عدم الرضا عن المجتمع لدى الاضعف دائما فى الشجار ليتحولوا بعض فترة زمنية إلى معسكر العنف الذى ينتقل فى أسوء مراحله الى خارج المدرسة فى صورة عدم رضا و فرض وصاية على المجتمع و محاولة تطويعه بالعنف و التخريب منهج و طريق .لذلك لابد ان يكون هناك تحرك سريع و مدروس من قبل الإدارة بالتعاون مع الأسرة لوضع حلول جذرية للمشكلة و من ذلك التحرك السريع لاحتواء اى شجار قد ينشئ بين الطلاب و من المهم دراسة الحالة النفسية للطلاب العنيفين و مثيرى الشغب من خلال تفعيل دور المرشد النفسى و التربوى بالمدرسة . كما يجب تخصيص تدريب تربوى للمعلمين لتحسين الاساليب التربوية و التوعوية للطلاب لدفعهم إلى إنتهاج الصداقة و إعلاء قيمة الزمالة و الإنتماء إلى الكيان المدرسى .كما إن لتفعيل حصص الأنشطة ذات الطبيعة الفنية و البدنية أثرها فى تفريغ طاقات الطلاب و شحنات الغضب إن وجدت .