المنيا : علاء سليمان
قامت الكاتبة المتميزة الاستاذة هبه الأنصاري بإلقاء خاطرة على مسامع الحاضرين فى حفل حضره لفيف من الأدباء فى ملتقى الأدب المصرى
قالت هبه الأنصاري ” فى ليله ما كنت اجلس مع عائلتي نتحدث ونضحك ونمزح واصوات الضحكات تعلو وتملأ المنزل ،ف هذه الليلة كان المنزل جميلآ مزينا بالفرح و والضحك والمرح وف لحظه ما صمت الجميع وكأنهم تعبوا من كثره الضحك وبعدها ذهبوا للنوم،بينما انا بقيت جالسه ف مكاني وبدأ الهدوء يعم المكان ،ف هذه اللحظه بدأت الافكار والذكريات تتسلل إلي،الى ان انغمست فيها،يالها من ذكريات تريد ان تسرقني من المرح الى اليأس والألم،سيطرت على وسحبتني إلى اعماقها فهي تشبه البحر تماما ف اعماقها وكثرتها فالبحر عميق ويحمل الكثير ولكنه يتظاهر بالهدوء،وهنا بدأ الحزن يطرق بابي ففتحت له ولكن لم اسمح له بالدخول ووقفت امامه بكل شجاعه ورسمت ع شفتاي ابتسامه لم تكن ابتسامه ترحب به ع الاطلاق بل إبتسامه اردت ان اثبت بها ان لا مكان لوجوده هنا لكنه اعتقد اني ارحب به ففاجأته بقولي :ما الذي اتى بك إلى هنا؟من دعاك ؟رد قائلا: انت! قولت:كيف ذلك انا لم ادعوك !؟ فقال:انت حينما صمتي ف تلك اللحظه تفكرين فيما مضى فكنت انا اول من دعيته فأتيت إليك.
وبينما الحزن كان يتحدث الي،رأيت السعاده آتية من بعيد ولما لاحظت ان الحزن يقف عند بابي توقفت ظنا منها اني لا اريدها !فما كان يجب علي فعله حينها ان اطرد الحزن واجعله يذهب بعيد فقولت له: ايها الحزن إذهب بعيدا من هنا ولا تعد مره آخرى إذهب فأنا لست بحاجه إليك ،اريد السعاده اريد انا اشعر بها ولو للحظه فقد تعبت وكلما زاد تعبي يزداد ضعفي وانت تحيطني من كل ناحية ،هذا يكفي لقد سببت لي الكثير من المتاعب ،كفى ايها الحزن قد حان وقت رحيلك لترحل من هنا اخيرا بعد ان تيقنت ان السعاده آتية ومتوقفه ع ايماني بربي انه سيرسلها يوما ما والان قلبي يملؤه الايمان والثقه بالله واليقين بان السعاده سوف تأتي ولكن ف ميعادها .وميعادها حين يمتلأ القلب بالايمان واليقين بالله وها هو قد امتلأ وادرك خطأه فلا داع لوجودك الآن هيا إذهب .إتركني وشأني ،فنظر الي قائلا: حسنا الان حان رحيلي بالفعل بعد ان امتلئ قلبك بالايمان فمن آمن بالله ووثق به لن اعرف طريق لقلبه ،وادار وجهه وذهب فناديت عليه ايها الحزن: فالتفت إلي فقولت له: ايها الحزن اريد ان اشكرك رغم ما فعلته بي حقا سببت لي المتاعب والمصاعب ف حياتي وجعلتني ايأس من كل شيئ ولكنك ف الحقيقه صديق رائع ووفي فكلما ساء مزاجي كنت اول الحاضرين وايضا جعلتني اقوى مما كنت ف السابق ،قادره ع تحمل الصعاب فدائما الصدمات تقوي،شكرا لك. أتمنى ان تجد مكانا بعيدا عنا فنحن بحاجه الى السعاده كفانا حزن وألم .نشتاق للسعاده حقا إذهب ولا تعود وانت ايتها السعاده إقبلي علينا.إقبلي فقد اشتقنا إليك كثيرااا” .