كتبت نسرين يسرى
نجد اجمل البشر و ارقهم و انقاهم و اسعدهم الي حد كبير هم الاطفال لان ذاكرتهم للالم ليست كبيرة بعد و لان قدرتهم علي التشاؤم محدودة و رؤيتهم للغد رائعة و خلابة و مشرقة فهم يجيدون الامل و يحترفون السعادة و ينقشون علي اوراق الورد بهجتها و الوانها البهية و لذلك فهم زينة الحياة الدنيا و حدائق الروح التي تمنح الارض بهجتها عندما تضيق بك الارض بما رحبت تذكر انك يوما ما كنت هكذا تحسس قلبك وروحك
و استدعي الطفل السعيد الذي كنت تعرفه يوما ما و استدعي ابتسامته و مقالبه و حكاياته البريئة المضحكة و خذ نفس عميق و بطئ و احتفظ بالصورة كثيرا علي منابع النور في روحك ثم امسح الالم ضعه امامك ثم امحه بقوة و افتح عينيك بعدها و خذ نفس عميق اخر ثم خذ بروحك الي السحاب و ابدأ في تلوينها بالوانك المبهجة التي كنت تحبها و انت طفل ثم انظر الي الاعلي و تذكر الجنة التي سنعود اليها يوما ما حيث لا خوف و لا حزن و لا حقد و لا غل و لا حسد و لا ضيق الجنة ما لا عين رات و لا خطر علي قلب بشر … الجنة البهجة المطلقة و الامان الذي بلا خدوش و الروح و الريحان و الحب و الاطمئنان .