بقلم / كواعب أحمد البراهمي
تعودت أن أكتب بعضا من أحاديث الرسول صل الله عليه وسلم علي صفحتي بالفيس بوك و في رمضان تحديدا أكتب كل يوم حديث شريف ,ولكن ما يحدث أنني أجد البعض يعلق علي المنشور بأن هذا الحديث ضعيف أو غير صحيح , بل أن شخصا علق لي علي حديث أنه مكذوب وذلك بالرغم أنني قد كتبته من كتاب الأحاديث القدسية وكل ما أكتب من صحيح مسلم أو البخاري .
والبعض أيضا يعلق حسب هواه وحسب إنتمائه السياسي , فالبعض يقول علي حديث – خير أجناد الأرض -, حديث ضعيف ,والبعض يقول أيضا علي حديث – لا تخف من ذي سلطان… ضعيف رغم أن فضيلة الشيخ الشعراوي قاله علي الهواء.
وذلك يتسبب في النهاية بعدم مصداقية الراوي وهو الذي نشر الحديث ويتسبب في خلق بلبلة في أذهان الناس عن ماهي الأحاديث الصحيحة وما هي الأحاديث الغير صحيحة .
ولذلك لابد من أن يصدر لنا الأزهر كتابا يحوي الأحاديث الصحيحة كلها سواء كانت قدسية أو نوووية ولكنها موثوق في صحتها مائة بالمائة , دون الإشارة إلي صحيح البخاري أو صحيح مسلم , فذلك لا يعني الإنسان البسيط , أو يصدر لنا كتابا يحوي الأحاديث الضعيفة .
وذلك مع ترك كتابي صحيح مسلم وصحيح البخاري وغيرها من الكتب كما هي دون إضافة أو حذف لمن يريد أن يأخذ منهما العلم فقد قام بجمعها علماء أفاضل لا يحق لنا أن نتحدث عنهم .
وأنا أري أن ذلك الموضوع غاية في الأهمية , فالأحاديث الشريفة مكملة للقرآن ويؤخذ بها في السنة القولية , ومن الأهمية بمكان أن يتعامل المسلم مع أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام بالثقة المطلقة , فهي تالية للقرآن الكريم وشارحة له وهي المصدر الثاني للتشريع .
وللأسف يوجد حاليا دعاة لهدم الدين وتشويه الإسلام من بعض المغرضين . وإذا كان المسلم البسيط يريد أن يقرأ الحديث فهو يريد أن يكون علي ثقة من أنه صادر من الرسول صل الله عليه وسلم قولا .
فإذا كنت أنا ومن هم في مستواي رغم عدم تخصصنا في دراسة الأحاديث أو دراسة المواد الدينية إلا أننا نحاول تحري الدقة فيما نكتب ومع ذلك نتعرض لمن ينتقد كتابتنا , والدعوة إلي تضعيف ما نحصل عليه من معلومات ,فما بالنا بالإنسان الذي يكتفي بالسماع ولا يفكر في البحث عن مدي الدقة .
إن هذا الأمر ليس بالأمر الهين فعندما يتشكك الناس في قول الرسول في الأحاديث ’ سوف يتشككون في دينهم , وسوف يضيف من يريد الإضافة وسوف يحذف من يريد الحذف .
أنا أري من وجهه نظري البسيطة أن يتولي الأزهر أو وزارة الأوقاف طباعة الأحاديث الصحيحة مجتمعة في كتاب واحد ويختم بخاتم هيئة العلماء , ويتم دعمه ماليا , وتوزيعه علي كل أسرة , سواء علي تلاميذ المرحلة الثانوية مثله مثل المصحف الكريم الذي أخذناه في الصف الأول الثانوي , أو توزيعه بأي وسيلة بحيث يكون في كل بيت نسخة مدعمة , مع طرحه في الأسواق والإعلان عنه في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة .
والطباعة ضرورية ذلك لأن ما زال الكثير من الناس لا يتعاملون مع النت ولا يعرفون طريقة البحث عما يريدون من علم .
وكذلك وضعه في موقع عبر النت يسهل الحصول عليه . بحيث أن من يكتب الحديث يحصل علي إجابة واضحة يقينية , هل هو حديث صحيح أم لا . أو حديث متفق عليه .
أما الأحاديث التي يكون بها ألفاظ كضعيف السند وضعيف المتن , وضعيف وقد صححه كذا فذلك لن يفيد إلا المتخصص الذي يريد العلم والدراسة .
وأحب أوضح أن توزيعه بالمدارس أو جهه حكومية سوف يجعله يصل للجميع , لأنه قد يقوم البعض بشراء تلك النسخ المدعمة من المكتبات العامة وإعدامها مثلا .
فمن يريد خلق زعزعة الفكر سوف يحاول الهجوم بأي وسيلة ويحاول القضاء علي الحقيقة .
هذا من ناحية ومن ناحية أخري أن تجميع الأحاديث الصحيحة سوف لا يترك فرصة لمن يريد أن يهدم الدين أن يهدمه . لأنه يوجد حاليا بعض المغرضين والمندسين والمهاجمين للإسلام بدعاوي كثيرة وهم لا يعرفون التطوير ولا يعرفون الدين أساسا ويتدخلون فيما لا يعنيهم .
إن هذا الأمر وهو تجميع الأحاديث الصحيحة غاية في الأهمية , خاصة مع الإنتشار الهائل للأكاذيب ونشرها عبر النت ولأننا لو تركنا الأمر علي ما هو عليه سيستخف الناس بالأحاديث ويحرفونها ويضعفون ما لايريدون منها ويقوون ما يريدونه منها , وسوف يختلط الحابل بالنابل وتوجد أحاديث يرجحها السنة وأحاديث يرجحها الشيعة وأحاديث إسرائيليات – لذا وجب أن يصدر لنا كتابا واحدا فيه القول الفصل , واللهم لا تجعل فتنتنا في ديننا .اللهم هل بلغت اللهم فأشهد