الكاتب :الأسد الجهيني
سؤال يتردد صداه كثيرا داخل كل شخص يشعر بتغير مشاعر الآخرين عليه بالسلب ، وهو شعور داخلى صادق ينبع من نفس صافية تتساءل ببراءة ، وتدعم هذا السؤال أدلة واقعية تتجلى من خلال معاملة البعض له أو أحاديثهم بخصوصه .
لا داعى للانزعاج ، فهذه هى الحقيقة التى يشعر بها الكثيرون ، بل ويتحاورون مع أنفسهم حوارا داخليا خافتا
فالشخص الناجح يحس دوما بهذا الشعور تجاه نفسه بطريقة لافتة للنظر ، وهو محق فى ذلك ، فمن المؤكد أن الله سبحانه قد حباه ببعض النعم والمنح التى لم يجُد بها سبحانه على الكثير من عباده ، مثل حب الناس له واهتمامهم به والتفافهم حوله ، وهذه نعمة كبرى لا مثيل لها ومنبعها حب الله لهذا الشخص ورضاؤه عنه ، وذلك نتيجة لنعم اخرى مثل رضاء والديه عنه و دعاؤهم له ، أو نتيجة لصفاء نفسه و نقاء سريرته و حسن نيته ، وعدم معرفة الكراهية طريها لقلبه مطلقا ؛ مما يجعله هدفا لحقد ، بل و كراهية الكثيرين له ، دون ذنب جناه !
و أيضا من بين النعم التى ربما تكون مثار غيرة الآخرين بعض المهارات والمواهب العقلية والوجدانية والعاطفية لهذا الشخص ؛ مما يجعله ناجحا فى عمله متميزا فى أدائه تاركا بصمة متفردة فى كل موقع يعمل به ، مما يضعه فى مجال المقارنة الدائمة مع الآخرين .
ومن بين الميزات أيضا تفرد ذلك الشخص بـ” كاريزما ” شخصية وحضور طاغ أينما حل مما يشعر بعض الآخرين بالتضاؤل بجانبه فلا يكاد يراهم أحد مقارنة به ؛ مما يجعل هؤلاء البعض يتحاشون وجوده معهم خشية حضوره الطاغى الذى بالطبع سوف يلغى وجودهم تماما .
وربما يكون إخلاص ذلك الشخص فى أداء المهام الموكلة إليه سببا فى إيغار بعض الصدور عليه ـ بقصد أو بغير قصد ـ وهذا الإخلاص مرجعه النية الصادقة فى إتقان عمله ، مما يشعر الجميع بصدق نواياه ، فما يخرج من القلب يصل إلى القلب ، لأن القلوب الصادقة تشعر ببعضها البعض .
كل الميزات السابقة للشخص الناجح تجعل البعض يحاولون تقليده فى أدائه و أسلوبه فيفشلون فى ذلك فشلا ذريعا فيبدون كالمسوخ أو المهرجين الذين يحاولون تقليد غيرهم ، فلا هم كانوا أنفسهم ، ولا هم أصبحوا غيرهم !!
وللأسف .. لووقف من يحقد على غيره وقفة صادقة مع نفسه ، لاكتشف فى نفسه ميزات رائعة لا تتوفر فى غيره ممن يحسدهم ؛ لأن الله سبحانه قد منح كل إنسان ميزات متفردة لا يتمتع بها غيره من البشر .
و أقول لكل ذى ميزات متعددة : قدرك أن تكون كذلك ، فحافظ على ماحباك الله به من نعم ومنح واستثمرها و نمها كما ينبغى .. حقق ذاتك .. تصل إلى كل ما تصبو إليه .. وثق أن الله سبحانه لن يخذلك ، فمن توكل عليه كفاه
وتبقى كلمة لكل منا : فلنفتش عن مميزاتنا داخل أنفسنا و سنجدها كثيرة ومتعددة ؛ لأن الله سبحانه قد منح خليفته فى الأرض ـ الإنسان ـ ما لم يمنحه لغيره من المخلوقات .. لكن البداية الحقيقية تكمن فى كيفية اكتشاف ميزاتنا المتفردة