كتب د.حاتم نظمي
دخل الازهر الشريف شيخا ومشيخة وحتي جامعته دائرة الاتهام بانه المسئول عن تفشي التطرف وظاهرة الارهاب التي تفاقمت في السنوات الاخيرة وبلغت ذروتها بتفجير كنسيتي طنطا والاسكندرية مؤخرا.
وهذه الحملة الممنهجة ضد الازهر وإتهام مناهجه بأنها تفرخ الارهاب او تدعو الي التشدد وغير ذلك من دعاوي لا تستند الي إي حقيقة علمية ويمكن الرد عليها وتفنيدها ودحضها بالتاكيد عبر حقائق عديدة لان التاريخ خير شاهد علي مايقدمه الازهر لمصر وللعالم الاسلامي باسره .
ومنذ إنشاء الجامع الازهر وإنطلاق اول درس فيه في الخامس من رمضان سنة 361 هجرية عام 972 ميلادية فهل اسهم طوال هذه الفترة التي امتدت الي نحو 1035 عاما في تفريخ متطرفين وارهابيين وهل اصبحت مناهجه فجاة مصدرا لصناعة التطرف والتشدد والارهاب حسب رؤية البعض !!! ان الازهر منذ نشأته ظل مقيما في عقل ووجدان الامة الاسلامية كلها وليس في مصر وحسب . ومناهجه المتهمة في المرحلة الحالية هي التي خرجت حشدا من الوطنيين الذين دافعوا عن هذا الوطن وعلي رأسهم عمر مكرم ومحمد كريم واحمد عرابي وسعد زغلول وهذه المناهج المتهمة تضم الخطوط العامة التي تربي عليها شيوخنا وعلماؤنا في القرون الماضية ومن يروجون لهذا الاتهام الفاسد يفتقرون الي المنطق السليم والحجة العقلية لان الآلاف الذين تخرجوا من الازهر الشريف وينتشرون في دول اسلامية عديدة لم يكونوا من بين المتهمين بالتطرف والارهاب في بلدانهم بل العديد منهم تولوا مناصب قيادية في بلدانهم واحدثوا نهضة وتقدم كبير فيها فلماذا لم يتحول هؤلاء الخريجون الي مخربين في اوطانهم مادامت مناهج الازهر تخرج المتطرفين والارهابيين .وكل ذلك يؤكد ان مايتردد في هذا السياق هو محض افتراء علي الازهر .وليس منطقيا ولا مقبولا ابدا حينما وقعت حوادث تفجير الكنائس مؤخرا والتي كتبت عنها شخصيا مثل الكثيرين ممن احسوا بالالم كثيرا لانها تهز النسيج الوطني الذي يحرص ويعمل الازهر دوما علي تنميته وتقويته ان يخرج بعض الاعلاميين وان يصرخوا علي شاشات المحطات الفضائية ويطالبوا شيخ الازهر بالتنحي بحجة ان الازهر قد فشل في القضاء علي التطرف والارهاب وكأن التهمة معدة مسبقا بان الازهر هو الذي قام بهذه الحوادث او علي الاقل قام بها احد ممن تخرجوا وحتي ولو كان احدهم من خريجي الازهر -علي سبيل الافتراض- فان ذلك لايشكل خصما من رصيد الازهر فهل لو اخطا الوالد في تربية ابنه يتم قتله في هذه الحالة ..ان الله سبحانه وتعالي سجل في القرآن الكريم في واقعة ابن نوح قال في محكم كتابه” يابني اركب معنا ولاتكن مع الكافرين” صدق الله العظيم فهل هنا يتهم سيدنا نوح عليه السلام بالفشل في تربية ابنه لان ابنه لم يركب معه.ان الذين يتكلم بدون منطق ولا عقل ودون سند من واقع هو من يقول بان الازهر ومناهجه سبب الارهاب فحقيقة الامر ان الازهر صمام امان لهذا المجتمع وليس مصدرا لافكار التطرف والارهاب فيه.
وما اريد التاكيد عليه انه لابد ان يكون للازهر دور في محاربة الفكر المتطرف والارهابي ولكن هذا ليس دور الازهر منفردا ولكن هو جزء من ادوار يتعين ان تقوم بها مؤسسات مختلفة في المجتمع المصري وفي هذا الاطار مطلوب انهاء الفقر ووقف البطالة بما يسهم في رفع المستوي الاقتصادي والقضاء علي العشوائيات والعمل بجدية اكثر علي محو الامية التعليمية والثقافية والاهتمام بتحسين المستوي الفكري والرقي بالفن كما كان في بدايته .ولكم ان تتخيلوا مصر بغير ازهر وتخيلوا العالم بدون ازهر .وفي ظل هذه الاجواء من الانحدار لانتهم الازهر فقط بالتقصير فالازهر هو منارة الوسطية والاعتدال التي يمكنها التصدي للارهاب والتشدد.
ولابد ان يتم تطوير المناهج ومراجعتها لتلائم التطور وان يستحدث الازهر الادوات المناسبة ويستخدم التكنولوجيا الحديثة والمواقع الالكترونية المختلفة واللغات الاجنبية ويوجه خطابه للعالم باسره لنشر الاسلام السمح وصحيح الدين وليعلم الجميع ان الارهاب والتطرف لاعلاقة له بالاسلام وان الاسلام لم يامر بالقتل وترويع الآمنين ولكنه امر بالتسامح وترك الحرية لكل شخص في اختيار دينه وعقيدته واحترام ذلك.
ومن الهجوم الممنهج ايضا تقدم البعض من النواب لتعديل قانون الازهر وطريقة اختيار شيخ الازهر ومدة بقاؤه كشيخ للازهر ولكن الكثير من نواب مصر واستجابة للمطالب الشعبية اعترض علي تمرير هذا القانون الذي يمس الازهر الشريف والي وقتنا الحالي بلغت التوقيعات من النواب بالاعتراض علي القانون 300 توقيع تقريبا وهذا مايشير الي توقف مناقشة هذا القانون واصداره وهو ماازعج الكثيرين من محبي الازهر والعارفين بدوره واهميته لمصر وللعالم الاسلامي بصفته منارة اسلامية كبري.
الي الصحفيين الشرفاء والكتاب الكبار كفوا ايديكم واقلامكم عن الهجوم علي الازهر والي الاعلاميين الشرفاء لاتعطوا الفرصة لاحد بهجوم غير مبرر ونقد هدام لمؤسسة الازهر الشريف التي اعتبرها من ثوابت ودعائم الدولة المصرية عبر العصور واحد واهم اسباب ثقلها بالعالم العربي والاسلامي