بقلم كواعب أحمد البراهمي
الجمعة الماضية كان يوم جميل لأنني ذهبت لألتقي بصديقتي الدكتورة زهرة العمانية والتي جاءت إلي مصر مع جروب لزيارة القاهرة واسوان والأقصر والغردقة .
فأتفقنا نلتقي بالأقصر حيث المكان الأقرب لي . وصحيت مبكرا لألحق بقطار الثامنةأو التاسعة وعندما وصلت للمحطة علمت أنه يوجد تأخير بالقطارات ساعتين , وركبت القطار ووصلت الأقصر بعد الساعة الثانية عشر ظهرا.
فأتصلت عندما نزلت من القطار بالمرشد المرافق للجروب والذي قال لي أنهم بالبر الغربي , وسيعودون للبر الشرقي بعد ثلاثة أرباع الساعة .
ووصف لي أخذ تاكسي وأنتظر عند مكان عبور اللنشات . فذهبت وجلست وكان الوقت ظهرا ولم أجد إلا قليل جدا من الناس ووجدت صبي عمره تقريبا أثني عشر عاما يرتدي الجلباب الصعيدي الجميل , وسألني تريدي لنش , فقلت له لا . أنا أنتظر صديقتي .
وطلبت منه أن يلتقط لي صورة , وحاولت أعطيه ما يشتري به بعض البسكويت أو الحلوي . ورفض رفضا باتا , وسعدت بشخصيته الجميلة القانعة .واقنعته بصعوبه أن ذلك ليس ثمنا ولكن أنا مثل أمه وأريد أعطيه بعض الحلوي وليس معي منها .
ثم سألته هذه السفن الكبيرة وهذا الماء الذي ينزل منها هل هو ماء صرف صحي , فقال لي : لا. وأكمل هذا الماء لتبريد الموتور , ولتبريد الأجهزة , وأكمل يوجد كتير سياح داخل السفينة . وقال لي : لكن توجد مراكب وسفن تلقي ماء الصرف بالنيل .
فقلت له : ولكن هناك عقوبة . فأجاب هو بصراحة المهندس بيدخل يكلم المسئول عن السفينة , ويقول له المسئول عن السفينة يا باشا دي آخر مرة ومش هنعمل كده تاني فيمشي . فرديت بسذاجة حقيقية أيوه الناس بتراعي بعضها هنا – فقال لي لا هو بياخد الظرف اللي فيه فلوس , فقلت له رشوة يعني , قال أيوه أمال أيه .
ثم قال لي عارفة هنا علي كده مش بيفتشوا الشنط ولا حاجه . قلت له إزاي , ده حتي فيه إرهاب بيحصل ,ويوجد تدقيق في التفتيش .
فرد أنا هنا وبشوف كل حاجه و قال لي عارفة مرة واحد ضابط حط شنطة صغيرة جنب الشنط بتاعت السواح وبعدين البحارة اللي بيشيلوا الشنط أخدوها معاهم داخل السفينة .
ودخل الضابط وسأل مسئول الأمن شنطة مين دي ؟ فقال له شنطة السواح .
فرد الضابط دي شنطتي أنا ووضعتها لأشوف هتعملوا أيه ؟ فلو كان فيها متفجرات كانت ضيعت الناس , وعمل جزاء لكل المسئولين في السفينة
قلت له أحسن علشان كل واحد يشوف شغله , محدش مضيع الدنيا غير الإهمال .. ثم تركني علي الشط وتحرك باللنش لعمله .
وأتصلت مرة أخري بالمرشد وكان مر ساعة ونصف وليس 45 دقيقة كما قال , فقال لي سوف نتحرك , وانتظرت , ثم بعد نصف ساعة أخري فوجئت بالمرشد يتصل , ويطلب مني التحرك لمقابلتهم عند المتحف حيث اللنش وصل بهم مكان يبعد عن المكان الذي قال لي انتظري عنده ( بنك الأسكندرية ) وقال لي اسألي أحد الناس عندما قلت له لا اعرف المتحف ولا اعرف اذهب . واين أجد من أسأله , ووجدت تاكسي أقلني إلي أمام المتحف , فوجدت جروب صديقتي قد ركب الباص ويستعد للتحرك للغردقة .
فسلمت عليها ووجدت المسئول عن الرحلة كلها , وقال لي أنتي جاية تسلمي علي صديقتك انتي من الاقصر قلت له من نجع حمادي جايه , فقال لي طيب علشان تقعدي مع صديقتك فترة أطول نستأذن الجروب , ونوصلك إلي قنا ثم نأخذ الطريق للغردقة . ووافق الجروب وشكرته من قلبي وكلم سائق الباص لتوصيلي إلي محطة قطار قنا .
وجلست مع صديقتي ومن ضمن الحوارات بيننا قالت لي لقد بدأت اتعلم التجويد وقالت لقد أكتشفت أننا لا نتكلم لغة عربية فصحي صحيحة كلنا , حتي أسامينا لا ننطقها صح ونعتقد أننا نطقها صحيحا لأننا تعلمنا ذلك بالمدرسة فحتي المدرسين لا ينطقون صحيحا . ونطقت لي أسم زهره بطريقه لم انطقها من قبل حيث يتم إخراج هواء في نطق الهاء . وعلمت أننا فعلا لم نتعلم لغة عربية كما هو يجب ولا نعرف مخارج الحروف ولا القراءة الصحيحة للقرآن .
وأحسست أنني ينقصني كثير لأتعلمه , فصديقتي رغم دراستها في إنجلترا وأنها تتحدث الإنجليزية بإمتياز وكذلك اللغة السواحيلي , وبالرغم أنها من الذين يهتمون بالذهاب للجيم وممارسةالرياضة وتهتم بأناقتها جدا – إلا أنها رأت أنه يجب أن تتعلم التجويد وتتعلم اللغة العربية كما يجب , وسعدت بذلك منها وتمنيت أن اقتطع من وقتي لفعل ذلك .
ووصلت إلي محطة القطار , وركبت أول قطار وجدته وكان القطار المميز والذي هو غير مكيف ومن الإيجابيات أنه بالرغم من الزحام الشديد, إلا أن الشباب قاموا من مقاعدهم من أجل أن تجلس النساء وكبار السن . وللأسف للمرة الثانية أركب هذا القطار ولا يأتي الكمسري , وبالرغم أن كل عربة بالقطار بها علي الأقل مائتي شخص , وأنه من قنا لنجع حمادي مبلغ 3 جنيهات للتذكرة , وفبذلك يضيع علي السكة الحديد في تلك المسافة فقط وهذه الساعة فقط مبلغ وقدره إلا أن وزير النقل والمواصلات لا يهتم إطلاقا بمواعيد القطارات التي تتأخر ساعتين وربما أكثر , ولا يهتم بالأموال التي تضيع علي قطاع النقل والمواصلات والدولة عموما , صحيح في الذهاب قطعت تذكرة مع الغرامة لأني ركبت القطار الأسباني , إلا أنني زعلت جدا لعدم دفع ثمن التذكرة وكل من ركبوا في العودة .
وعلمت لماذا حال بلدنا لا ينصلح ولا يمكن أن ينصلح , لأنه يوجد مراقبين مرتشين , ويوجد مسئولين مهملين , ويوجد عدم ضمير وعدم دقة في أمور كثيرة جدا , من المستحيل أن تحدث في الدول الأجنبية ,حيث إحترام المواعيد والمواطن , وحيث إحترام المواطن لبلده وعمله وقيامه به علي أكمل وجه . المهم أنني سعدت برؤية صديقتي والتي لم أراها منذ ثلاث سنوات , وسعدت بعودة السياحة إلي مصر , واتمني مزيد من التقدم .