اختتمت فاعليات دورة تقدير الذات والثقة بالنفس بمركز النيا للتدريبات المعتمدة بمحافظة المنيا
وقد أوضح د: طاهر حسن أن الثقة بالنفس وتقدير الذات هي من أهمّ السمات الشخصية الانفعالية البنَّاءة التي يتحلّى بها الفرد، والتي تُعتبر حجر الأساس في الكينونة الذاتية السليمة له، وممّا لا شكّ فيه أنّ كل نجاح يحققه الإنسان يكون سببه الأوّل والأساسي بعد التوكّل على الله عزّ وجل هو ثقة الإنسان بنفسه وتقديره لذاته، وقُدرته على تجاوز المشكلات والتحدّيات بقوة وثبات، إذاً فهما مُصطلحان يُعبِّران عن التوافق النفسي السوي، وسلامة الاتجاهات نحو الذات، والقُدرة الإيجابية على تَوليد المَشاعر السويّة في جميع الاستجابات الناجحة أو الفاشلة. واوضح د: طاهر أن احترام الفرد لذاته وتقديرها يعني أنه يمتلك الإحساس بالثقة بنفسه، وعلى ذلك فكان التعريف البسيط لهما كالآتي تقدير الذات: هو التقييم الإيجابي والبنَّاء الذي يقوم به الفرد بنفسه لذاته ومَهاراته ومدى نجاحه وفشله في تحقيق أهدافه التي وضعها لنفسه وإنجازاته، أي إنها وصول الفرد إلى مستوى عالٍ من احترام الذات والثقة بالمخرجات الذاتية والقدرة على إثبات الذات اجتماعياً ونفسياً وفي شتى المجالات و الثقة بالنفس: هي الموقف الإيجابي الذي يتخذه الفرد تجاه ذاته، ومدى استشعاره لقدراته وكفاءاته النفسية والاجتماعية والجسدية، وإمكانيّة وثوقه من فعل ما يريد، وتحقيق أهدافه مع تجنّب تعرّضه للخبرات غير المرغوب فيها وتجاهله لها، بالإضافة إلى تركيزه على الخبرات الجيدة والناجحة، ومن المُمكن ملاحظة ثقة الفرد بذاته في جميع تصرفاته وحركاته وقراراته الشخصية أو الاجتماعية، كما أنّ استجاباته لكافة أنواع المُثيرات الإيجابية أو السلبية تكون استجابات تفاعليّة تكيفيّة مُتوازنة تتلائم مع شدة ونوعية المثير، بالإضافة إلى الإدراك العام لتقبل المُحيط للفرد ومدى ثقتهم به وبقدراته واستجاباته لهذا المُحيط دون خوف أو توتر.إذاً فهُما مُصطلحفإنّ تقدير الذات والثقة بالنفس هي التفاعل الإيجابي للفرد مع مُجتمعه وسلامة توافُقه الذاتي مع نفسه، وبالتالي ثقته وإدراكه لقُدراته ومهاراته في كافّة مجالاتها واعتزازه بها، واعترافه لنفسه واعتراف من حوله بهذه الكفاءات بأنواعها. أهمية تقدير الذات والثقة بالنفس للفرد للثقة بالنفس وتقدير الذات أهميّة كبيرة في حياة الفرد النفسيّة والاجتماعية، وذُكرت هذه الأهمية على النحو الآتي: تحقيق التوافق النفسي: تَرتبط سلامة الصحّة النفسيّة بمدى الشعور بتقدير الذات والثقة بالنفس التي يتحلّى بها الفرد، وبالتالي شعوره بالسّعادة ومنها إلى الراحة والأمان النفسي، بالإضافة إلى التوافق النفسي الذي يُضيف السعادة على حياه الفرد واعتزازه بثقته وتوكيده لذاته في جميع المواقف والأزمات والاضطرابات التي قد يتعرّض لها في حياته اليوميّة، كما أنّ الثقة بالنفس تجعل من انفعالات واستجابات الفرد أكثر اتّزاناً وبُعداً عن التهوّر والعدوانية. اكتساب الخبرات: الثقة بالنفس مع تقدير الذات تُعطي الفرد دافعيّةً أكبر للتعلّم واكتساب الخبرات التي من شأنها إثراء حصيلته النفسيّة والاجتماعيّة والعلميّة في شتى المجالات، والتطلّع باستمرار لجني وتعلّم كلّ ما هو جديد، والتقدم نحو الأفضل باستمرار. النجاح في العمل: إن ثقة الفرد بقدراته ومهاراته وتقديره لها تجعله أكثر قابليةٍ للإقدام على الأعمال والنجاح بها، بالإضافة إلى إيمانه بذاته وكفاءاته لأداء المهام بالشكل المطلوب، وبالتالي قُدرة الفرد على مقاومة الأعباء التي من المُمكن أن تقع على عاتِقه وتحمُّلها، كما أنّ الشخص الواثق بذاته يمتلك ردّات فعل رزينة ومُتّزنة تجاه المُثيرات المُختلفة تحميه من الوقوع في الأخطاء التي تقف في وجه تقدّمه ونجاحه. محبة المحيط والمجتمع: المحبة والأُلفة تجاه الآخرين هي تَفاعل اجتماعي حتمي مبني على العلاقات والانفعِالات بين الفرد والمجتمع؛ فالثقة بالنّفس تَجعل من العلاقات الاجتماعيّة علاقات إنسانيّة مبنيّة على احترام شخصية الفرد لذاته ولمن حوله، ونبذ مشاعر الكراهيّة ومنعها من التوغّل في النفس، وبالتالي فإنّ العلاقات بالناس لا تُعتبر مَصدراً للمُتعة والسعادة، كما لا يُعتبر التقصير فيها مدعاةً للحزنِ والألم النفسي.
وقد اشار “طاهر” انه يمكن مواجهة المشكلات بعدة اساليب حيث يتعرّض الفرد للكثير من الضغوط والأزمات التي من المُمكن أن تُهدّد عمليّة تنفيذ أهدافه التي رسمها لنفسه، إلا أن تقدير الفرد لذاته وثقته بها يَجعله أكثر قدرةً على التعاطي مع المشكلات والأزمات وحلها والتّعامل معها بشكلٍ حكيم وفاعل، بالإضافة إلى الحفاظ على ضبط النفس تحت الظروف الحرجة التي من المُمكن أن يتعرّض لها الفرد . مُعوّقات تقدير الذات والثقة بالنفس التقة بالنفس وتقدير الذات هما من أهم السمات الشخصية التي يجب أن يتمتّع بها الفرد، فهما الطريق للنجاح الذاتي، وتحقيق التوافق الاجتماعي، إلا أنّها توجد الكثير من المعوقات التي من شأنها أن تؤثّر على مُعدّل ثقة الفرد بنفسه وتقديرها، منها: المعوقات الصحية: التشوّهات الخلقية، والأمراض المُزمنة، والسمنة المفرطة، أو العاهات والأضرار الدائمة التي من المُمكن أن تُسبّبها الحوادث، فتجعل من الفرد شَخصاً عاجزاً عن أداء مَهامه أو الذهاب لعمله أو قيامه بمهاراته الاستقلالية، أو إحالة الفرد إلى التقاعد عند تقدّمه في العمر، فكلّ ذلك من المُمكن أن يُعرّض الفرد لسخرية من حوله منه وإظهار الشفقة على حاله، مما يؤثر على نظرة الفرد تجاه نفسه وشعوره بالعجز والعوز الصحي. المعوقات الوجدانية: هي تعرّض الفرد في مراحل طفولته إلى الخبرات غير المرغوب فيها التي أثَّرت على نفسيّة الطفل بشكلٍ سلبيّ واستمرّ هذا التأثير في المراحل العمريّة المتقدمة، أو عدم تلبية الحاجات الأساسية للفرد؛ كالحاجات البيولوجية من طعام وشراب ولعب وراحة وتعلم، بالإضافة إلى الصدمات العاطفية، وفُقدان المحور العاطفي، بالإضافة إلى جلد الذات، والغلوّ في الإحساس بالذنب، وازدراء الذات نتيجة هذا الذنب. المعوقات العقلية: أي انخفاض مستوى القدرات العقلية، وبالتالي فإنّ الفرد يُصبح غير قادرٍ على الحفظ والتركيز والاستفادة من الخبرات السابقة، ولا يمتلك القدرة على استعمالِ اللغة المنطوقةِ في التواصل مع الآخرين، ويفشل بشكلٍ مستمر في أداء المهام على الرّغم من بذل الكثير من الجهد. المعوّقات الاقتصادية: يُمكن أن يتعرّض الفرد إلى الأزمات الاقتصادية المُفاجئة على الرّغم من التدابير الاحتياطيّة المُتخذة، أو خوفه الدائم من وقوع هذه الأزمات، أو مُقارنة الفرد لوضعه الاقتصادي مع غيره، واعتقاده أنّ ما يملكه لا يكفيه، وعدم الثقة بنوايا المُجتمع المُحيط، والتأهّب الدائم للفرد خوفاً من أن يتمّ استغلاله.