الإصلاح المجتمعى من أين يبدأ ؟ وكيف؟
بقلم /مجدي بكر أبو عيطا:
إن الظواهر التى طفقت على ساحة مجتمعنا الحديث جعلتنا متحيرين كثيرا فيما يحدث على أرض الواقع مما يجعل المجتمع يترنح بين الجميع بين رغبة الذات عند الأفراد وتعليتهم لها وبين حلم الوطن في حياة أفضل وتثبيت أقدامه على طريق طويل سبق وأن كان له باع طويل وريادة عبر الزمن انطوت حضارات وهو فى خلود دائم ولكن الحياة دوما بين شروق وغروب وبين قوة وضعف ولقد واجه فى أونته الاخيرة تحديات خطيرة من الداخل والخارج ونفوس أصابها المرض لابد من علاجها أو على الأقل تحصين المجتمع من خطرها وأفظع من ذلك من يدعون أشياء ويدمرون أشياء اخرى ومن يتكلم ومن يدعى ومن يحاول إزاحة غيره ليسود وربما لايبتكر ولايقدم جديدا ولكن مصرنا العزيزة تحتاج منا وقفة وفكرة ومشروعا وخطة ورأيا سديدا ولايجب الوقوف طويلا أمام الأفراد فالمجتمعات التى سادت الدنيا رغم عمرها القصير جعلت الانتماء شعارها وفكرها الأساسي فالفرد اليابانى يدردك تماما أن مكانة اليابان أهم من مكانته هو ومصلحة وطنه اهم فكيف نستطيع أن ننقل ذلك لمدارك جيل جديد لايدرك ذلك جيدا وربما يعتريه أفكار خطرة حتى بعض الذين يفكرون للمجتمع انفسهم لايدركون أهمية ذلك بل إن رغبة الكثيرين فى التطلع والوصول تجعلهم يفكرون فى ذواتهم قبل مجتمعهم كل ذلك لابد من معالجته لكى نستطيع أن نعيد لأنفسنا حياة سوية
وتتنوع صورة المجتمع وأفراده فممن يتكلم وله القدرة على العمل والانتاج ومن تكون تلك النية واقع فى ذهنه لاتتعداه ومن يتفاعل ويتألم للمجتمع ولديه الرغبة الكاملة في ذلك الاصصلاح ومن يثور لذاته ومن يصنع صراعات من الوهم ظن منه أنه عندما يبعد ذلك يطفق فوق السطح فتحدث صراعات الذات والكراسي ومن لديه الرغبة الكاملة في بناء ولكن يكتفى بحديث نفسه والتقوقع فى داره ومن يريد أن ينطلق فيجد ألف معطل ومعطل ومن يصطدم بالواقع ومن يصطدم بأصحاب القرار ومن يصطدم بمسئول ليس على دراية ومن يصطدم بزملاء عمل ينافسونه ويطلونه بل يعرقلون انطلاقه كل ذلك معوقات في طريق إصلاح مجتمع يجب أن ينطلق فى ركاب الزمن ويكمل مسيرة الحضارة الانسانية التى تميز بها عبر العصور والزمن ولكى نعبر تلك المعوقات لابد من التهذيب الخلقى والتربية الأولى للمجتمع من خلال تنقية وتهذيب تلك التربية والتعمق في تشرب الأجيال بروح الانتماء واقعا وفعلا لامجرد حديث نظري بل جعل المجتمع فى كل نفس من نفوس أفراد المجتمع همها الأول يد مع يد لايد تقطع يد إن إصلاح المجتمع يجب أن يراجع المجتمع نفسه ومسئوليه خططه من خلال دراسة واعية وعميقة لاعشوائية كما نرى يا كل مصلح ومحب للوطن عليك دور كبير فليس مهم أن تكون رأس في فكر المجتمع أو قائد في إدارة عمل ولكن ربما تكون حلقة من حلقات هذا المجتمع وتحقق نجاحا يرفع شأنك ويعظم مكانتك أما أولئك الذين يجلسون خلف الجدران ويظنون كل الظن أن النجاح كلام فقط لن يصلوا يوما لحلمهم ليكونو ا واقعا أما أولئك الذين يبدأون وينطلقون نحو الطريق ويمدون الأيادى ويجدون بقدر ما يستطيعون أولئك هم الوطن والوطن بهم يسمو
ولقد صدق رسول الله فى قوله : ابدأ بمن تعول فلو بدأ كل منا بمن يعول وأصلحه وأشرف عليه وراعاه وراقبه وعلمه وجوده لأصبح للمجتمع رؤية وقامات علمية وفكر واعى وكذلك قبل ذلك هو أنت نفسك فانهها عن غيها وقومها ثم ساعتها فلينطلق مجتمع بأسره