(قصة قصيرة)
بعد يوم القيامة وحساب المخلوق الذي كان خليفة الله علي الأرض (الإنسان) .. وبعد أن تم حسم جميع الأمور حيث دخل من دخل الجنة (خالدا فيها الي الأبد) , ودخل من دخل النار الي حيث قاع الجحيم الذي وقوده من الجن والناس , أيضا , ( الي مالا نهاية ) .
بذلك يكون قد انتهي كل شيء , الي أن يبدأ كل شيء جديد ! . بقيام القيامة تكون قد أنتهت كل أشكال الحياة الإنسانية علي كوكب الأرض ليأت الله بأشكال أخري لحياة أخري علي كواكب أخري ( المريخ بعد مرور أربعة ملايين سنة علي تطورهُ ) ليُصبح كوكبا يحمل شكلا جديدا من أشكال الحياة , وسكان المريخ يشبهون في هيئاتهم الإنسان , فالواحد منهم يُشبه في هيئته فوق الغوريلا دون الإنسان , ولكنهم اكثر تحضرا وعقلانية .
وهذا هو الأب يمسك بجهاز مثل ( التيليسكوب ) يُراقب عن طريقهُ ما تبقي من كوكب الأرض بعد تدميره واندثاره .. يسأل الإبن الجالس الي جوار أبيه قائلا في شغف ” ماذا تري أمامك يا أبي ؟ .
ليُجيب الأب بصدق : أُشاهدُ جرمٌ صغيرٌ هو بقايا لكوكبا كان عظيما كوكب الماء ( الأرض) , ليسأل الإبن من جديد ” لماذا سُمي بكوكب الماء يا أبي ؟ , ليجيب الأب بنفس الصدق ” لإستحواز الماء علي أكثر من سبعون بالمئة من مساحته , متمثلة في محيطات وبحار وأنهار .. الإبن ” أخبرني عن سكان هذا الكوكب من بني الإنسان , كيف كانوا يعيشون ؟ ما أكثر سلوكياتُهم كانت شيوعا ؟! .
يشرد الأب قليلا ثم يقول “( الغدر) يا بُني , الغدر .. الهروب .. البطش .. التهور .. وإن سألتني عن صفاتهم أقول لك , أنها وبكل أسف كانت معظمها صفاتٌ تنافي الدور الذي كان المنوط بالانسان أن يقوم به , أما عن سؤالك كيف كانوا يعيشيون؟ فقد كانوا يعيشون علي بعض يا بُني يأكلون بعض بالإتجار في بعض وفي أعضاء وأحلام وحتي مصائبُ بعض , يسأل الإبن من جديد ” كيف تم تدمير الكوكب يا أبي وهل الانسان هذا إنقرض مثلا ؟ أم ما الذي حدث ؟ ليجعل من الكوب المائي العظيم مجرد جُرمٌ صغيرٌ كالذي تراهُ أمامك ؟ .
الأب يُجيبُ بدقة أكبر : الذي حدث أن كائن الانسان قد قام بالقضاء علي نفسه بنفسه , وقد حدث ذلك عندما إندلعت في اخرالزمان علي ظهر الأرض حربا (كروبية ) , أبادة سكان أكثر من قارة , مما جعل هذه الحرب تتحول الي معارك هيدروجينية ونواوية دمرت كل شيء واصبح لا حياة علي كوكب الحياة , يستمر الابن في طرح السؤال يلي الآخر ,” ما هي أكثر المميزات التي كان يتميزُ بها هذا الانسان ؟ !.. يُجيب الأب بسرعة عجيبة ” الغباء , وكان من بينهم عالما يُقال لهُ .. البرت (اينيشتاين) كان قد قال : أثنان لا اخر لهما , الكون وغباء الإنسان , وحين سُئل لماذا غباء الانسان ؟ أجاب قائلا : لأنه يبني ويُتقن ثم يهدمُ ماقد بناهُ .. , يسأل الإبن أخر سؤالين ” هل كان لكائن الانسان أعاداء يا أبي ؟!.. الأب : إثنان لا ثالث لهما , شيطان الجن وشيطان نفسه فقد كانت تحلو لهُ مُعايشة الشياطين من الإنس والجن .. والسؤال الأخير , ” ما هي أول جريمة أرتُكبت علي كوكب الأرض ؟ !.
الأب ” القتل يا بُني جريمة قتل انسان لأخيه الانسان , والعجيب في الأمر يا نجلي العزيز أن أخر جريمة قد إرتُكبت علي ظهر الأرض كانت أيضا (القتل), وقد أثبت الإنسان بذلك , أنهُ تقدم وتطور ( ليعود ) وينحدر, وأنهُ قد أستخدم زكائهُ بمنتهي الغباء … انهض معي يا بُني لكي نصلي صلاة واحدة لإله واحد نشكرهُ ونحمدُ حتي يبلُغ الحمدُ منتهاهُ قائلين حمدا لله أننا لسنا (إنسان) , الانسان الذي كان قد استخدم ذكائهُ (بمنتهي الغباء)