كتب د.حاتم نظمي
فرانسو فيون مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية المقبلة في شهر مايو قام بالاعتراف بانه ارتكب خطأ يجب ان يعتذر عنه حين قام بتوظيف زوجته وابنيه في مكتبه البرلماني وهو وان كان اجراء شفافا وقانونيا فانه يلقي بشكوك علي اي مرشح يتقدم لانتخابات سواء رئاسية او برلمانية وهو يقوم بعرض نفسه علي الراي العام لاختياره وبخاصة اذا كان هناك مايشير الي ضعف تجاه اسرته يمكن ان يؤثر علي قراراته .
وماقام به فيون من اعتذار واقرار بخطأه لم يشفع له وكان بالنسبة للناخب والمواطن الفرنسي اختلال عميق ولن ينفع معه توسل او طلب الصفح من الناخبين او نواب البرلمان الفرنسي .لان في ثقافة المجتمع الفرنسي وكل الدول الاوربية وامريكا مع اختلافي مع سياستهم الخارجية وتحفظي علي مواقفهم المتناقضة طبقا لمصالحهم الخاصة ومصالح شعوبهم .ولكن المجتمع الفرنسي اعتبر ان تلك فضيحة تعرض لها هذا القطب السياسي ولايعالجها الاعتراف بالخطا او الاعتذار وذلك لاننا نعيش عصر جعل العالم كقرية صغيرة وثورة معلوماتيه جعلت كل المعلومات العامة والشخصية متاحة ومتداولة امام الجميع.
والسياسي يفترض انه يتقدم لناخبيه ولديه رصيد من السمعة بانه رجل نظيف او رجل حازم او رجل غير متلون او رجل لديه اهتمام حقيقي بالطبقات الشعبية .ولذلك ان سقطة فيون تخدش سمعته كمرشح انتخابي والناس تريد شخص سمعته نظيفة.والنتيجة في رد الفعل المباشر زودت من حظوظ مرشحة حزب الجبهة الوطنية ماريين لوبان علي نحو كبير وربما نجدها الرئيس القادم لفرنسا.
لذلك نجد ان المجاملات ومخالفة القانون والشفافية والضعف تجاه الاقارب والأبناء هو مقتل السياسيين الذين يتصدون الي ادوار عامة يختارهم الناخبون لها .
والسؤال الملح لدي واعتقد لدي الكثيرين منكم هو: كم شخص لدينا في عالمنا العربي من مسئولين وسياسيين مثل فيون?
لاشك ان الاجابة بصدق انه يوجد الكثيرين لدينا بالعالم العربي كله ومصر مثل فيون تقدموا لانتخابات في مختلف مواقع المسئولية وقاموا بكثير من المخالفات والمجاملات لابنائهم وزوجاتهم واقاربهم ومعارفهم ولم يحترموا من انتخبهم بل ولم يعترفوا او يقدموا حتي اعتذار بسيط وهذا هو الفرق بين فرنسا ودول اوربا وبيننا نحن بالدول العربية ومصر.
اتمني ان ياتي اليوم الذي يكون لدينا شفافية ونجد عدالة اجتماعية حقيقية وان ياخذ كل ذي حق حقه والا يشغل اي منصب او موقع مسئولية الا من هو اهل لذلك المنصب.وان يكون شغل الوظائف العامة بمسابقات شفافة وبالكفاءة والتميز.وان نجد سياسيين ونواب من اصحاب الايادي البيضاء واصحاب المبادئ الثابتة ومن ينحازون لصالح الطبقات الفقيرة والمهمشة .اذا حدث ذلك وتم تطبيقه بسياسات وقوانيين واضحة وقوية ووعي وادراك من المواطنيين والناخبين سوف نجد مصر من دول العالم المتقدم ولسنا من دول العالم الثالث وسوف نجد مصر كما نحب ونتمني ان نراها في مقدمة الامم واتمني كذلك لكل الامة العربية جمعاء