أحمد الشويمي
الوداع هي أصعب الكلمات وأثقلها على اللسان خاصةً وان كنت تودع شيئاً انت سلطانه فما بالكم بـ “بودولسكي” حين يودع كرة القدم. فقد اختتم امس اللاعب بودولسكي مشاوره الدولي مع ماكينات الناسيونال مانشفت في مسيرة استمرت ثلاثة عشر عاماً بدأها وهو في التاسعة عشر من عمره حين شارك في الدقيقة 73 كبديلاً لـ”بوبيتش” أمام المنتخب المجري في يونيو 2004 واختتمها حين خرج كبديل أيضاً في الدقيقة 84 .
لعب بودولسكي في بطولة اليورو 2004 ونال حينها اول ألقابه الفردية مع المنتخب الألماني بحصوله على جائزة أفضل لاعب شاب في اليورو ، وكان بودولسكي يلعب وقتها في الدرجة الثانية للدوري الألماني واستطاع أن يحصد المركز الأول مع فريقه “لوكان” ثم انتقل إلى أصل الألمان بايرن ميونخ ، وبدأ احترافه خارج ألمانيا مع أرسنال الإنجليزي ، ومن بعده انتر ميلان الإيطالي ، ليرسى به الحال الآن على الأراضي التركية ضمن صفوف “غلتة سراي”.
خلال الثلاثة عشر عاماً الدولية مع منتخبه أحرز عدة ألقاب من بينها المركز الثالث في مونديال 2006 وأفضل لاعب شاب في نفس البطولة ، والمركز الثاني في يورو 2008 ، وعاود نفس المركز الثالث أيضاً في مونديال جنوب أفريقيا 2010 ، إلا أنه استظاع أن يحرز مع منتخبه مونديال البرازيل 2014 .
وبهذه المباراة الدولية الودية أمام المنتخب الإنجليزي امس استطاع بودولسكي أن يحرز هدف الفوز وهدفه الأخير مع الألمان وسط فرحة قوية من الجماهير الألمانية كسرت حزن لحظة الوداع ، ووصل بهذا الهدف إلى الهدف رقم 48 في المركز الرابع لهدافي المانشافت ، خلفاً للهداف التاريخي “كلوزه” صاحب الـ71 هدفاً ، و مولر صاحب الـ 68 هدفاً ، ويواخيم استريتش بـ 59 هدفاً.
كما وصل إلى المباراة رقم 1300 في مشواره الدولي ليكون ثالث أكثر من شارك في مباريات ألمانية دولية خلفاً لـ ماتيوس 150 مباراة ، وكلوزه 137 مباراة.
وفي النهاية كيف لمن يحرز هدفاً مثل الذي أحرزه بودولسكي أمس أن يعتزل كرة القدم ؟ وإلى من تلجأ إشارة الكابتن من بعده ؟