بين الصدر والنحر
أضع وجنتي وأغمض عليهما طرفي
وتراني أهاجر في ثناياها
هجرة الهجيع من الطير
تلاقي أنفاسي أنفاسها
تهدهد روحها روحي
يجمعني بها حديث هامس
أسكن الأخاديد أثخن في الصمت
وعلى حبل الوريد
يعانق أرنباها صفحتي عنقي
أداعب الثغور بلحيتي
وقد تهافتت الثغور على ثغري
أراودها بلا وجل تراودني
أدغدها تدغدغني بلا خجل
تفيض علي من فيضها
أفيض عليها من فيضي
اغوص في أعماقها بحثا
أغوص فيها بلا هدف
وعند الغط تناشدني
ألا أستسلم أبدا إلى النوم
أغفو وأهفو في آن لها
فتأتيني في منامي على عجل
تهز أكتافي تريع وجداني
أن أفق فإنك الأن بمزدلف
وائت إلي متأهبا فأنت الذي
قد نام على الصدر كالطفل
امضي إلى حيث الهوى
إلى تلاشي المغيب إلى الحتف
أسمع أرتع أذهل أرجف
يستل سيفي من خاصري إلى الغمد
ويلوذ كلانا بحالة جنون
تنتهي بحمم هادرة من الرجف
أعيد الكرة كل مساء
وكأني لم أكن أنهل منها بالأمس.