مجتمعنا من أكثر المجتمعات مغالاة فى المهور وتكاليف الزواج ، فى حين أن نسب الطلاق فيه تجاوزت من 7% إلى 50% ، حيث احتلت مصر المركز الأول فى الطلاق فى العالم ، وأوضح تقرير الجهاز المركزى للإحصاء والتعبئة أن حالات الطلاق زادت إلى 240 حاله يوميا !! بمعدل حاله كل 6 دقائق ؟؟ طبعا هذا نذير شؤم على المجتمع فالأسره هى اللبنة الأولى فى بناءه فإذا انهارت ضاع المجتمع وتشردت الأجيال ،لكن لكل شيء فى الحياه أسباب ظهور ساعدت على وجوده وانتشاره، وتعالوا بنا نسلط الضوء على هذه الآفه الإجتماعيه التى نخرت فى مجتمعنا واخترقته حتى النخاع ونحاول أن نسبر أغواره هذه المشكله ، كى تتجلى لنا الحلول التى تساعدنا على علاجها لحفظ نسيج المجتمع من التفكك والضياع.
أولا ، سوء الإختيار هو السبب الرئيسى فى المشاكل الزوجيه والخلل القيمى فى تحديد المعايير المناسبه التى على أساسها يتم الإختيار ،فالتوافق الفكرى والمادى ضروريان لتحقيق توازن اجتماعى، وهذه أولى مراحل التناسب.
ثانيا ، عدم وجود تفاهم بين الزوجين لإجراء حوار مشترك دائم فى كل مراحل ومشاكل الحياه ، وهذا يكاد يكون معدوما بين الأزواج بسبب تحول البيوت إلى صراعات لفرض الإرادة والسيادة دون تنازل من كلا الطرفين بهدف انتصار الذات دون النظر للعواقب .
ثالثا ، الإستعجال وعدم النضج والوعى الكافيان عند الزوجين فى كيفيه إقامه حياه مستقرة معتمدين بذلك على الحس الفطرى فقط فى التعامل دون اكتساب أى مهارات أخرى حديثه فى التعامل ، وبالتالى يبدأ الملل يتسرب بين العلاقات مما يؤدى إلى صدام دائم وقله الرغبه فى الحديث وعدم الرؤية.
رابعا ، تحويل الإختلافات إلى خلافات دون الإلتفات إلى أن كل شخص له طباع خاصه مختلفه عن الآخر ، لو تم فمهما والتعامل معها جيدا لصنعت مساحات من التكامل وبالتالى تذوب أى فوارق بينهم، ولتغلبوا على عثرات الحياه دون المساس بكيان الأسرة.
خامسا ، الخرس الزوجى، فلغة الحوار هى الماء والهواء بالنسبه للزوجين والتى سرعان ما تعالج أى مشكله فى الحياه بشكل مبكر قبل أن تتضخم وتتحول إلى كارثه كبيره يصعب إحتوائها بعد ذلك، فتدارك الأخطاء منذ البدايه يجعل حلها سهلا .
سادسا ، تقاسم الأعمال وعدم إلقاء المسئوليه على طرف دون الأخر فالحياه مسئوليه مشتركه يتحملها كل من الزوجين بما يوافق طبيعه كل منهما ، فالزوجين ساعدين لا يعمل أحدهما بدون الآخر، وبالتالى لابد أن ننظر فى اتجاه مشترك لنصل إلى بر الأمان .
سابعا ، حسن الخلق. فهو الرابط الذى يضمن إستمرار أى علاقه فإذا انقطع انهارت ولن تستمر طويلا ، فالقلوب متقلبه تحتاج إلى زمام الحكمه والخلق للسيطره عليها وقت الغضب.
الزواج شراكة رابحه رأس مالها الحب والإحترام والإهتمام والتفاهم، فلا استقرار ولا استمرار فى غياب أى عامل من هذه العوامل التى هى دعائم وضمان نجاحه ، فقبل أن تؤهل نفسك للزواج ماديا ،عليك بتأهيل نفسك أولا فكريا وعقليا وعاطفيا ، فالزواج مثل الحياه العلمية والعملية تحتاج لثقافة واطلاع وخبرات كى تحقق فيها النجاح #