كتب: أحمد الشويمي
الهجوم سوف يجلب لك الإنتصارات أما الدفاع سوف يجلب لك البطولات ، على هذا المنوال سار الأرجنتيني “هيكتور كوبر” مع الفراعنة في أمم الجابون والتي انتهت أمس بخسارة اللقب في المباراة النهائية أمام الكاميرون بهدفين لهدف .
لكن لا يا كوبر فمن المؤكد أن الإيطالي “مارتشيلو ليبي” كانت لديه حلولاً أخرى هجومية لذا خرجت هذه المقولة من فاهِ ، أو أقل تقدير لم يقصد الاستمرار في الدفاع خلال المباريات النهائية الفاصلة ، وإن كانت هذه هي الخطة المثلى للفراعنة فكان يجب عليك أن تجهز سيناريو آخر هجومياً لمثل هذه المباريات الحاسمة ، فعذراً وإن كانت هذه الخطة قد أتت بنفعها في الدور الأول وإن كانت على حياءٍ ، فكيف لو كان المنتخبان المغربي أو البوكينابي قد بادروا بالتسجيل في مباراتي ربع ونصف النهائي وليس العكس ، علماً بأن الفريقين المغربي والبوركيني لعبا هذه البطولة بنفس الخطة الدفاعية ، فهل كنت تمتلك حلولاً هجومية لمثل هذا الهدف ؟ ، أم كنت ستستمر في الدفاع خوفاً من مضاعفة النتيجة؟.
فكيف لفريق يملك كل هذه العناصر الهجومية مثل صلاح والسعيد وتريزيجيه ورمضان وكهربا والنيني وكوكا ومروان وفتحي ووردة أن يلعب بطريقة دفاعية بحتة ؟ .
وإن كان عدد المصابين قد زاد في الفريق ، فما الجديد الذي كان قد يحدث لو وجدوا ، فهل دكة البدلاء كانت تصلح بأن يعوض أحدهم مكان الآخر ، أم أن أحمد فتحي هو البديل المناسب لكل مكان في الوسط واليسار ، علماً بأنه قد طلب العودة إلى مكانه في الجهة اليمنى مع عودة عبد الشافي وتعافيه من الإصابة خلال مباراة أمس .
بل أن هناك أيضاً بعض من اللاعبين لم يصلحوا لمثل هذه الخطة الدفاعية فهل وجود كريم حافظ وعبدالشافي في الجهة اليسرى كان اختياراً سليماً من البداية ؟ فإن كانت هذه هي طريقتك في اللعب فكان من الأفضل البقاء على حمادة طلبة في الجهة اليسرى ما دمت لا تنوي الهجوم ، وكيف لمهاجم مثل أحمد حسن كوكا لا يجيد اللعب سوى برأسه داخل منطقة الـ18 أن تعتمد عليه هجومياً في ظل عدم استغلال الجانبين الأيمن أو الأيسر استغلالاً هجومياً من الأساس .
وظل المحمدي كما هو بنفس أخطاءه التي ارتكبها في نصف النهائي أمام بوركينا فاسو وكأن فرحة الفوز أنست كوبر أن يعلمه من أخطأهِ ، ويعلمه كيفية الدخول على المهاجم وجهاً لوجه وليس لظهر ، مع عدم إعطائه المساحات الكافية للتصرف في الكرة .
عذراً كوبر فكان عليك أن تختار خطة وفقاً لإمكانيات اللاعبين الموجودين ، وليست وفقاً لعقلك انت وفكرك المستمر منذ ثمانية عشر عاماً دون لقب .
وكل مباراة كانت تثبت أكثر من الأولى حاجة المنتخب الكبيرة إلى وجود قائد فعلي داخل الملعب يكون قريباً من كل لاعب.
أما البلجيكي “هوجو بروس” فقد عرف في هذه المباراة من أين تؤكل الكتف ، فرغم ما أصابه في الشوط الأول من لعنات فرعونية تمثلت في تفكك دفاعاته التي ظهرت جلية في كرة عبدالله السعيد حين رفض هدية صلاح وأودعها بين يدي الحارس ، مع عدم تركيز حارسه أيضًا فقد استطاع محمد النيني خداعه وهز شباكه في الدقيقة 22 ، وشهد أيضاً تغييراً إضطرارياً في وقت مبكر من المباراة .
إلا أن بروس في الشوط الثاني عرف طريق العودة من خلال تركيز لعبه على نقاط ضعف الفريق المصري خاصةً في الجهة اليمنى ناحية المحمدي الذي لم يستطع فعل أي شئ أمام المرتدات الأسودية للفريق الكاميروني خاصةً في ظل تقدم صلاح كثيراً وعدم إتقانه للواجب الدفاعي ، فمن هذه الجهة جاء الهدفين الأول في الدقيقة 57 ، والثاني على طريقة الفراعنة في الدقيقة 87 ليعطي الكاميرون لقبها الخامس ، ويذيق الجماهير المصرية طعم المر بعد الحلو كما أذقوه من قبل لأوغندا في دور المجموعات والمغرب وبوركينا فاسو في ربع ونصف النهائي .
وبهذا اللقب يكون بروس أول بلجيكي يحرز اللقب في تاريخ الأمم وتأتي الأسود الكاميرونية منفردة بالمركز الثاني بعد مصر من حيث الحصول على اللقب.
والجدير بالذكر أن ليس كل فريق يمتلك أفضل لاعب يكون حتماً مرشحاً لنيل اللقب ، فقد خرجت الجزائر من الدور الأول رغم أنها تمتلك رياض محرز أفضل لاعب في إفريقيا وسليماني خامس أفضل لاعب إفريقي ، كما خرجت أيضاً صاحبة الجابون صاحبة الأرض وهي تمتلك اوبمينغ صاحب جائزة أفضل لاعب إفريقي 2015 والثاني هذا العام ، وأفضل لاعب في بروسيا دورتموند الألماني 2016 ، كما خرجت السنغال من دور ربع النهائي وهي تمتلك ساديو ماني ثالث أفضل لاعب داخل الكارة الإفريقية هذا العام ، وها هي مصر تختتم البطولة في المركز الثاني وهي تملك محمد صلاح رابع أفضل لاعب في القارة السمراء.
وفي النهاية أفضل لاعب في البطولة هو الكاميروني كريستيان باسوغوغ ، فيما حصل الحضري على لقب أفضل حارس في البطولة.