بقلم خبير العلاقات الدولبة/ أيمن حامد
لقد قمت بنشر هذا المقال عشية الاستفتاء البريطانى الشهير على صفحتى على الفيس بوك منذ ما يقرب من 6 شهور بتاريخ 26 يونيو الماضى
وارى ان سناريو الاحداث يتوافق تماما مع سيناريو ما توقعته بدون أى خروج عن النص .. فهل تكتمل الاحداث بالنهايات التى توقعتها
….
بعد عقود وقرون من تخطيط الغرب لتفتيت الكيان العربى الذى يحمل فى جنباته كل مقومات الاتحاد والاندماج والقوة بدأ الغرب يشرب من نفس الكأس وما خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى إلا بداية لمارثون طويل من الانقسامات والنزعات القومية الاوروبية والغربية .والتى من الممكن ان تؤدى لصراعات دمويه…
فبريطانيا على سبيل المثال والتى تسمى المملكة المتحدة وتشمل بين طياتها ثلاث اعراق وهم الانجليز والاسكتلنديين والايرلندين … مرشحة بقوة للتفتيت إلى ثلاث دول هى بريطانيا واسكتلندا وايرلندا وهو تقسيم على اساس عرقى قومى وكذلك دينى ومذهبى بين الكاثوليك والبرتوستانت ….
كما ستظهر ايضا الفترة القادمة زيادة النعرة القومية والطائفية فى العديد من الدول الاوروبية … كفرنسا وايطاليا والبرتغال والمانيا وبولندا وغيرهم الكثير … وهى جميعها دول يتصاعد فيها اليمين المتطرف للنزعة القومية الشعبية
وهذا سيؤدى لتراجع حاد للفكرة الديمقراطية التى يقوم على اساسها النظم الحاكمة لهذه الدول.
.. كما سيتراجع دور ما يسمى بالنخب التى تقود هذه المجتمعات لصالح دور رئيسى للعامة من شعوب هذه الدول …
حيث فقدت شعوب هذه الدول الثقة فى النخب السياسية والاقتصادية بعد تدهور الامور المعيشية والحياتية لشعوب هذه الدول لصالح الرأسمالية الفجة المرتبطة بسلطة الحكم فى تلك الدول.
بل سيمتد الامر لامريكا … وقد تكشف الانتخابات الامريكية السابقة عن مفاجئات غير متوقعة تؤدى للنزعة المتطرفة وانقسامات حادة فى المجتمع الامريكى الذى يحوى فى جنباته كل الاعراق والاديان والثقافات المختلفة
فعلى سبيل المثال ولاية تكساس الامريكية بها نزعة قوية للاستقلال عن امريكا وتزداد الدعوات لذلك الامر خاصة فى ولايات الوسط الامريكى التى تختلف كثيرا فى التوجهات عن ولايات الساحل الشرقى والغربى الامريكى ….
وغير مستبعد أن يؤل الامر فى نهاية المطاف لحكم عسكرى فى امريكا ليعيد الوحدة لامريكا بعد ان تتفسخ امريكا لولايات مستقلة
فهل سيرى هذا الجيل من المصريين والعرب النزاعات والانقسامات الحادة التى تتربص بأعدأنا …
وهل يكون الرقم 45 هو الرقم الذهبى فى تغيير الخريطة السياسية العالمية؟
ترامب الرئيس رقم 45 لامريكا … هل سيصبح جورباتشوف امريكا الذى تتفكك امريكا على يدة أمريكا.
نعود لاوروبا.
فالوحدة الاوربية ايضا تقوم على اساس ضعيف للغاية قابل للانهيار … فالذى يفرق بين هذه الدول اكبر كثيرا مما يجمعها … فاختلاف اللغات والثقافات وكذلك اختلاف الملل المذهبية والدينية وكذلك القوميات المختلفة بين اجناس مختلفة عاشت قرون عديدة فى صراعات طاحنة لدرجة ان كل دولة كانت عبارة عن مقاطعات وامارات متنازعة متصارعة وكان كل بارون او مركيز او امير لا يملك مساحة من الارض يحكمها اكبر من حى شبرا …
عموما منحنى التفكك بدا ولن يوقفة شيئ … كذلك الايام دول … ستشرب ا امريكا واوروبا من نفس الكأس التى حاولت بكل ما اوتيت من قوة ان تسقيه للعرب