بقلم خبير العلاقات الدولية/ أيمن حامد
تحدثنا فى الجزء الاول عن الواقع الحالى والتحولات المستقبلية للسيطرة على اسواق الغاز
ويجب اولا الا يفوتنا معرفة امر فى غاية الاهمية سيحدد مصير المنطقة وهو أن:
الأطراف المتحاربة في الحرب السورية هي دول مصدرة للغاز، وبطريقة أو بأخرى تملك مصالح من أجل تمرير الغاز، إما القطري أو الإيراني، نحو أوروبا عبر سوريا”.
فإن السبب الرئيسي لتدخل العديد من الأطراف في الحرب السورية؛ لم يكن من أجل شيئ سوى السيطرة على مسارات الأنابيب العابرة نحو أوروبا
فسوريا موقعها الاستراتيجي لقطر وايران المطل على البحر المتوسط، والذي يخول لها أن تكون جسرا لتصدير الغاز نحو أوروبا.
وبما أن كلا من قطر وإيران يملكان معا أكبر احتياطي في العالم من الغاز الطبيعي، يسعى كلاهما للبحث عن طرق ومسالك بديلة من أجل التفوق على نظيرها.
ويجب أن نتذكرأنه في عام 20099، وضعت قطر على طاولة بشار الأسد مقترح بناء خط أنابيب، يعبر المملكة العربية السعودية والأردن وسوريا إلى جانب ربطه بتركيا، قبل أن يصل إلى أوروبا.
هذا الخط، الذي تحلم قطر بتكوينه، من شأنه أن يزيد من حجم صادراتها، فضلا عن الحد من التكاليف والقيود على حجم الصادرات، التي يفرضها الشحن البحري.
ولكن رفض الأسد الاقتراح القطري، الذي من شأنه أن يضر حليفه الروسي، المصدر الرئيس للغاز الطبيعي نحو أوروبا.
خاصة بعد تشبع السوق الاسيوى بالغاز الروسى والاسترالى ودول اسيا الوسطى
وبذلك اصبحت اوروبا هى الهدف الرئيسى للدول المنتجة للغاز خاصة الغاز القطرى والايرانى.
ولا سبيل لتصدير الغاز القطرى إلا بواسطة خطوط انابيب تمر عبر سوريا ومنها إلى تركيا ثم اوروبا… خاصة بعد تراجع اسعار الغاز من 16 دولار إلى 6 دولارات
واصبحت تكلفة الاسالة للغاز والنقل مرورا بقناة السويس ودفع تكلفة العبور وصولا لدول اوروبا المستهلكة للغاز ثم تكلفة اعادة تحويلة من سائل لغاز مرة اخرى فيما يسمى بعملية (التغييز)
وحيث ان تكلفة اسخراج الغاز القطرى والايرانى أكثر من دولارين وتكلفة اسالته ونقله وتغيزه مرة اخرى 4 دولار
لذلك انعدم العائد من تصدير الغاز المسال .. واصبح لا بديل عن الانابيب لتصديرة.
وهذا يوضح طبيعة الصراع فى سوريا والعراق وهو صراع قطرى ايرانى فى الاساس.
واستطاعت قطر بخبث شديد جر السعودية ودول الخليج لهذ الصراع تحت راية مزعومة وكاذبة للطائفيه والمذهبية
واصبحت سوريا مسرح لهذا الصراع
وبالنظر لمناطق سيطرة النفوذ الخليجى فى سوريا نجد ان خط سير انبوب الغاز المزمع اقامته يقع فى مناطق نفوذ تابعة لقطر ودول الخليج ولا ينقص استكمال خط سير الانابيب سوى محافظة حلب
لذلك استمات الجميع للسيطرة على حلب خلال الفترة الماضية رغم سقوط الاف الضحايا بواسطة شياطين الانس التى تدعمهم وتحركهم قطر وايران
وتزامن كل ما سبق لمحاولات عودة امبراطوريات عفى عليها الزمن واندثرت بغير رجعة
فالفارسى والعثمنلى خيل اليهم امكانية عودة الامبراطورية الفارسية والخلافة العثمانية الاردوغانية تحت رايات طائفية مزعومة لا تنطلى إلا على الجهلاء الهواة ممن يغطون فى سبات الجهل والشهوات والملذات
وفى ظل هذا التراجع للدور العربى المنقسم وانشغال مصر بامورها الداخلية التى تحرك ازماتها ايادى فاجرة من ابناء جلدتنا حاول هؤلاء تمرير مخططاتهم
ولكن.
حدثت المفاجئة
خيب الله خططهم والاعيبهم الشيطانية
وحدثت المفاجئة التى اربكت الخطط بقدرة الله وحده عز وجل
انها مصر المحفوظة برعاية الله حتى قيام الساعة
يتبع فى حلقات قادمة