السيد كمال
نعم هي من الجمل التي شغلت النحاة قديماً وحديثاً ، حتى الدكتور ( مهدي مخزومي ) في كتابه ( النحو العربي نقد وتوجيه )يرى ضرورة انضمام أمثال هذه الجمل إلى نائب الفاعل .
أما إجابة النحاة عن هذا السؤال فهو على النحو الآتي :
قالوا إن هناك فرقاً بين الفاعل الحقيقي والفاعل النحوي ، فالفاعل النحوي مثل الجملة السابقة ( مات الرجل ) هو فاعل في النحو فقط ، أما في المعنى فلا ، ومثلها جملة ( انكسر الزجاج – تحرك الشجر – تمزقت الورقة ) فالفاعل فيها جميع هو فاعل نحوي فقط ، وليس فاعلاً حقيقياً ، ولكن كيف نفرق بين الفاعلين ( النحوي والحقيقي ) ؟
قالوا إن منَ يتأثر بالفعل هو الفاعل ما لم يظهر الفاعل الحقيقي ، فلو طبقنا هذا الكلام هذا الكلام على مثالنا ( مات الرجل ) فإننا نجد أن ( الرجل ) هو منَ تأثر بالفعل ولم يظهر الفاعل الحقيقي الذي هو ( الله ) وبالتالي يصبح ( الرجل ) فاعلاً نحوياً فقط ، وليس حقيقياً ، وكذا مثال ( تحرك الشجر ) ، فنحن نعرف أن ( الهواء ) هو منَ حرّك الشجر ,لكن لم تظهر في الجملة كلمة ( الهواء ) التي هي الفاعل الحقيقي ، وبالتالي أصبح المفعول به ( الشجر ) فاعلاً نحوياً لأنه هو منَ تأثر بالفعل ولم يظهر الفاعل الحقيقي ، فلو ظهر الفاعل الحقيقي في الجملة لكانت كلمة ( الشجر ) مفعولابه لا فاعلاً هكذا ( حرّك الهواء الشجر ) ، لكن لعدم ظهور الفاعل الحقيقي أخذ المفعول مكانه لأنه هو المتأثر بالفعل في الجملة .
وهذا كله يختصره النحاة في قولهم بنظرية ( الإسناد ) إذ يقولون إن الفاعل هو منَ قام بالفعل أو أسند إليه كما في أمثلتنا .