” كـتب : مُحمد لـطفي
تصحيح لغوي : أشرف خلف الله
الآن بتوقيت القُدس المُحتلة.. إهـداء إلـى.. “الله” الذي نجاني وسط دروب الصحراء والذي رُبما منحني تلك الدقائق لكي اُعيد مراجعة نفسي مرة أخرى ليكون الموت حليفي المرة القادمة . إهـداء إلـى.. أبي الذي لم يرفض ان يأخذ معي صورة سيلفي عند استماعُه إلى نشرة أخبار التاسعه مساءً . إهـداء إلـى.. صوت أمي عندما سمعتها تهمهم بكلمات لم افهمها بسبب دموعها أثناء سجودها، ولكن من المؤكد تلك الهمهمات كانت دعوة لى . إهـداء إلـى.. روح مُدرس الإنجليزية الذي قال لى ستكون شيئاً كبيراً بالرغم من محاولاتك الفاشلة لاثبات فشلك “رحمه الله” . إهـداء إلـى.. استاذي الجامعي الذي قال لى لا تفعل ما فعلهُ قيس، كن وسط في حبك حتى ولا تصل إلى حد الجنون . إهـداء إلـى.. أخواتي الذين انجبوا لى أطفالاً لكي يقطعون احلامي بإيديهم المُتسخه على وجهي . إهـداء إلـى.. جدي وجدتي اللذان لم أنعم برؤيتهم ابداً . إهـداء إلـى.. التي اذ نظرتُ إليها شاهدت القمر في ليله إكتماله . إهـداء إلـى.. من منحني يوماً كتاباً او دفعني لكي اقرأ ولو حتى صحيفة قبيحة . إهـداء إلـى.. تلك القلوب والحروف التي رُسمت علي زُجاج السيارات ليلاً في هدوء الشارع . إهـداء إلـى.. التي قُلتُ لها يوماً إني بحاجةٌ إليكي وتركتني هائماً على وجهي وسط دروب الحياة . إهـداء إلـى.. المرض الذي رُبما يُفقدني عقلي يوماً ما . إهـداء إلـى.. الحذاء الذي أهنته في الطريق, وأثبت انهُ أحق بالإمتنان أكثر من اناساً آخرون . إهـداء إلـى.. هؤلاء الذينَ أصَّروا على سماع صوتي وأنا أغُنَّي بالرغم من قباحتهُ, والذين إحتفظوا بصورة صغيرة لى بالرغم من عدم وسامتي . إهـداء إلـى.. القهوة القديمة التي حينما نجلس عليها نشعر بـ عراقة الوطن . إهـداء إلـى.. الاماكن التي تحمل روائحهم لتذكرنا دائماً بوعودهم . إهـداء إلـى.. دُفعتي التي أتفقت على أن لا تتفق ولو لساعةٍ واحدة . إهـداء إلـى.. عازف الناي الذي افرَغ ما بى من ماء سائلٌ في عينىَّ . إهـداء إلـى.. تلك حبّات التُراب ألتي حَمَلَت أكذوبتنا بإنها سبب في سيل دموعنا . إهـداء إلـى.. مؤلف Zootopia الذي علمنا أن ليسَ هناك مُستحيل وأخبرنا أن نعُامل كل شخص على حدا دون النظر الي تاريخ عائلته . إهـداء إلـى.. صديقي المسيحي ألذي أهداني يوماً مُصحفاً . إهـداء إلـى.. من انتزعني من روتين الحياة بقصيدة الحانها سمرا . إهـداء إلـى.. سُلَّم ألمتحف ألذي لم يَكِّل منّا يوماً ما . إهـداء إلـى.. بيتنا القديم ألذي ترعرتُ في أحضانهِ ثم تركتهُ وحيداً . إهـداء إلـى.. الكُتب الذي كنتُ أنظُر من بينها الى عيناكي .. والكرُسي الذي حَملني لكي اراكي من أعلى رُفوف المكتبة . إهـداء إلـى.. زُجاج السيارة الذي حَمل رأسي طويلاً اثناء رِحلتي . إهـداء إلـى.. ذَلك الشخص الذي يجلس بجانبي أثناء سَفري وامتعني بحديث صمتهُ . إهـداء إلـى.. من قدمتَ لهمَ الكثير, ثمَّ أهدوني صفعةً من الخِذلان على وجهي, ثمَّ أدارتني الى الجهةُ الثانية . إهـداء إلـى.. نفسي لِما عانتهُ مَعي طوال الطريق, ولم تترُكني تائهاً وسط الدروب . إهـداء إلـى.. تِلك الحُروف ألتي لم تستطيع عن التعبير لما اُريد قولهُ . إهـداء إلـى.. النسيان ألذي لم يَنتشلني من تِلكَ الفتاه !! . إهـداء إلـى.. تلك الأفعال المجنونة التي صبَّرتنا على مُعاصرة الحياة مرةٌ آخرى وعدم الركوض لها . إهـداء إلـى.. من سيحملوني يوماً ما جثه هامدة إلى مثواي الأخير . إهـداء إلـى.. تِلك الأرض الصغيرة المُظلِمة التي سأحاسب بِها بُمفرَدي . إهـداء إلـى.. من سَيهدوني دُعاء ويقرءون على قبري سورةَ مريم . إهـداء إلـى.. الفُندق ذات القُباب الذي لا اعرف اسمه حتي الآن وكُلما نظرت إليه تذكرتهم . إهـداء إلـى.. اصدقاء عُمري في الرحلة حاملاً جميل صداقتهم على عاتقي . إهـداء إلـى.. الغُربة التي علمتنا أن نكون وقت الشدة رجالاً . إهـداء إلـى.. تلك الأمطار التي مارسنا تحت ظِلها أفعالنا الجنونية . إهـداء إلـى.. هؤلاء الذين تركوا لنا جروحاً عميقة ورحلوا في عَجَلَة . إهـداء إلـى.. الذين نكتب لهُم ولم يقرءوا بعد . إهـداء إلـى.. تِلك الأشياء الجميلة ألتي أحببناها بشغفٍ, ولم يَكُن ألنصيب حَليفنا إهـداء إلـى.. من وضعونا علي أول الطريق, ولم يخبرونا إننا سنصتدم هُناك . إهـداء إلـى.. من دعوا لنا في جوف الليل بظهر الغيب ولم نعلمَهُم . إهـداء إلـى.. الذين أصروا علي الحياة وتمسكوا بالأمل, رغم تلاشي رؤيتهُ . إهـداء إلـى.. تِلك الورقة ألتي أوقفتني على أعتاب المطار, وحرَمتني من ألوصول إلى مكه . إهـداء إلـى.. خِتم المُغادرة ألذي تمنيتهُ طويلاً ولم أحصُل عليهِ حتى الآن . إهـداء إلـى.. من عَلَم أن ألقَشهْ ما هي سوى قَشهْ, ولم يتعلق بيها . إهـداء إلـي.. من وصلوا قبل أن نُغادر ليخبرونا بأنهم أحببونا كثيراً . إهـداء إلـى.. تِلك الأحضان التي اتسعَّت لنا بحجم هذا الكون . إهـداء إلـى.. أصدقاء الدكة ألذين تجمعوا معاً وتركوني وحيداً في بلدةٍ غريبة . إهـداء إلـى.. من يدركون السبيل إلينا ولم يصلّوا حتى ألآن . إهـداء إلـى.. تلك الصورة الجماعية التي اتخذناها معاً ونحنُ نعلم انها ستبقى, وهُم لم يبقوا . إهـداء إلـى.. من انفقوا رصيد ابتساماتهم على طول الطريق حتى يبعثون الأمل في نفوسنا من جديد . إهـداء إلـى.. من قرأوا ما لم نُنطِق بهِ من نظرة اعيُننا . إهـداء إلـى.. ذلك الصورة القديمة ألتي حَملت ملامحي وادركتني نفسي عندما كُنت صغيراً . إهـداء إلـى.. من تركَ النوم على فراشهُ وجلس يجادل الوجع حد الصباح . إهـداء إلـى.. تِلك الرسائل ذات الاظرُف المكتوبة بخط أليَّد . إهـداء إلـى.. تِلك الموسيقى التي تمنيتُ مراراً أن اتخطاها قبل أن انغمس في نومي حتى أصل إلى صوت أم كلثوم الدافئ . إهـداء إلـى.. تِلك الغائبين حضوراً . إهـداء إلـى.. كوب الشاي الذي أصطحبني حتي هذا الإهداء دونَ أن يَكِّل .