بقلم /محمد فتح الباب
سبق لى وان كتبت مقالا بعنوان الغربة وألمها والحنين للوطن …وكنت قد كتبتة مما اشعر به فى غربتى وما يقابلنى فيها من ألم وأبتعاد عن الاهل والأولاد وما بداخلى من حنين للوطن وهذا امر طبيعى فكل مغترب يشعر بة …ولكن الأصعب من الغربة هو الإغتراب ان تكون داخل وطنك ووسط أهلك وتشعر أنك غريب وهذا ما دعانى لكتابة هذا المقال…….ليست الغربه حكراً على من حملتهم أكف الظروف واودعتهم خلف المحيطات ووراء الجبال يعيشون نهار اهلهم ليلاً وليلهم يصافح فوقالاهل نهارهم … يرونهم على ساحل الذكريات …الغربه ان ترى الدنيا بمن هم حولك بألوان الطيف وانت تملك السعاده ولاتكتفي وترسم لهم قوساً يزاوج طيفهم مما بقى من الالوان .. فتجد نفسك في بستان تعجز ان تضع له عنوان …. وعندما تعييك الظروف وتشيح بوجهها الايام عنك .. فتلتفت لمن كانوا حولك بتلك الالوان الكثيره … فلاترى إلا الاسود والابيض … فأنت غريب
ان تعيش عيشة الملوك .. فلا يبقى للأمنيات مكان كل ماتريده بين يديك … ان تجوب العالم من اقصاه الى اقصاه تفرد اجنحتك لترتفع في الفضاء وترى كل من تحتك صغاراً … والكل يلتمس رضاك … وعندما تسقط … يتشمتون بك ..إذاً انت غريب
ان تكون متفاهم …متجاوب مع من هم حولك .. ويطلبون رضاك .. ويلبونك عند النداء ..ويفرشون لك الارض حريراً معطراً بريح الورد ..ومع ذلك تحس بقلبك يهيم مع غيرهم فوق السحاب .. إذاً انت غريب ..
تكرس حياتك لإسعاد الاخرين ..وترمي لهم دوماً طوق النجاة .. وتجعل الإثار مبدأك بالحياة .. والكل يريد يدك الحانيه ان ترتب على اكتافهم ..ثم يديرون ظهورهم لك دون ادنى كلمه.. او حتى شكر ..إذاً انت غريب ..
عندما يكبلك الحب الصادق بمشاعر قلبيه من حبيب يبادلك نفس المشاعر..وتكتبون على جذوع الشجر من قاموس لايفهمه إلا انتم امنياتكم وذكرياتكم …ويقف جدار الزمن الزجاجي حائلاً بينكم
إذاً انت غريب ..
عندما تحب اناس وتبحث عن رضاهم .. ويبادلونك نفس الاحساس .. وتصعد بكل اصرار رغم التعب الى قمة الجبل لتملي عينك بالنظر اليهم من بعيد ..وتعرف انك حتماً ستسقط وتفقدهم ..إذاً انت غريب
ندما تبيت خلف اسوار الوحده .. فلايذكرك الناس إلا لحاجه فأنت غريب
عندما تحملين روحك على راحتك تقدمينها فداء لمن تحبين .. وتخافين عليه حتى من نسمة الهواء..
وتحتملين لأجله أكثر مما تطيقين ..ثم تنظرين بعينه وترين امرأه اخرى …إذاً فأنت غريبه
عندما تحتظنين اولادك .. وتقدمينهم على نفسك ..وتنظرين اليهم كما ينظر الرسام لما سيرسمه ..وتتأملين حركاتهم كما يتأمل العشاق القمر .. وعندما يكبرون ويشتد عودهم .. يتفننون بإنتقادك ..
إذاً انت غريبه