لله درك ! دار العلوم – يقينى أنه ما من معهد أو كلية لها ما لدار العلوم من سحر ، حقا إن لها لسحر يأخذ بالألباب ويفتن القلوب والأفئدة حبا وعشقا وانتماءا
درسنا وتعلمنا وتربينا بين حناياها على الوسطية السمحة والتماهى مع فصحى العربية فصارت لأنفسنا قبلة وهدفا لناظرنا وموئلا لقلوبنا ، وهذا الفعل الساحر ليس من قبيل الكلام المرسل لأن معى بذلك شاهد ودليل
فأما الشاهد فهو تحقيق صحفى اضطلعت بمهمة إنجازه عنوانه ” الأراء حول مقترح إضافة اثنتين وعشرين مادة جديدة لطلاب الكلية ”
وأما الدليل فهو هذا الجمع المبارك من المشاركين بآرائهم وأفكارهم من أساتذة أكاديميين ومتخصصين وقادة تربويين ومعلمين أكفاء وطلاب مازالوا فى طور النضوج بحاضنة الدار
نعم فجميعهم ما إن شاهدت قلوبهم قبل أعينهم أمرا يمس دارهم المباركة ابن المبارك إلا وهب الجميع وانتفضوا متآلفين مجتهدين يقدح كل منهم زناد فكره ليقدم النصيحة الصادقة الصدوقة ليكون له حظا فى تقديم المشورة رفعة للدار فإذا بعملى الذى أقدم ” التحقيق الصحافى ” قد صار ميدانا لتسابق شريف يتبارى فيه الأحباب ليقدم كل منهم أروع ما عنده وأصدق ما يملك
ولكن طريق إتمام هذا التحقيق لم يكن معبدا فكان بعض العثرات حيث وجدت آراء على قلتها لأساتذة أجلهم وأحبهم فى الله قد وجهوا من خلالها سهام الاتهامات لهذا العمل واصفين إياه بأنه من قبيل الرغبة فى ” الشو الإعلامى ” حسب ما جاء بتعليقهم وزادوا فى نقدهم بأنه من قبيل التدخل فى قضايا لايجوز للإعلام التدخل فيها واصفين العمل بأنه نوع من ” التدنى الإعلامى ”
لكن رغم ذلك لم أغضب أو أسارع بالرد على ماجاء حفاظا على قدرهم ومكانتهم بقلبى وفكرى أما ما شق فى نفسى أنهم لم يكشفوا عن سريرتى ولا مكنون صدرى ليوجهوا لى تلك الاتهامات
* وقد يرجى لجرح السيف برء ولا برء لما جرح اللسان
القارىء والمتابع العزيز أشهد الله على أن عملى كان دافعه حبى لدارى دار العز التى شكلت شخصيتى وتعهدت عقلى وقلبى بالرعاية والصيانة فحق لها ودين فى عنقى الوفاء والبر
وبرغم — كم كانت سعادتى الغامرة بمشاركات من علمائنا وأساتذتنا ومنتسبى دار العلوم لامست قلبى كدواء شافي من كل الأوجاع . فتعليقاتهم وإفاداتهم ومقترحاتهم وآراؤهم أجدها تحتاج ممن يحملون مسئولية عمارة الداروالقيام على شؤونها شىء من التأمل والمراجعة علهم يجدون فيها – وهذه حقيقة – ما ينير لهم الدرب الذى تخطو فيه الدار بأبنائها لتصل بهم إلى بر الأمان والحفظ والرعاية للغتنا وعقيدتنا