صدق الله – تعالى – حين قال فى حق رسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم – :
” وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى “
نعم وكأنك رسولنا الأكرم تعيش زماننا وتعلم يقينا داءه ودواءه ، فهذا رسولنا الحبيب وقد تحدث منذ أربعة عشر قرنا أويزيد عن أولئك الذين يمكن تسميتهم ” بأنهم المصلحون إصلاحا مخروقا “
أولئك الذين يبغون الهلاك من حيث أرادوا الإصلاح ،
فقد ورد عن النعمان بن بشير رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين فى أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا لو أنا خرقنا فى نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا “
فحديثه – صلى الله عليه وسلم – فيه تمثيل لطائفة من مجتمعنا فى الأسفل تسترت خلف رداء الرحمة بمن هم فى الأعلى فعاطفتهم عاطفى تشريف لكنها وضيعة وحمية ملتهبة لكنها باردة ورحمة خالصة لكنها مهلكة فقد اعتقدوا وصدروا اعتقاداتهم بأنهم أمثلة الجد والعمل والحكمة لكنهم وكما اسلفنا
” المصلحون إصلاحا مخروقا ” وهم ” المهلكون من حيث أرادوا الإصلاح “
فهؤلاء أقلامهم هى فؤوسهم فهؤلاء مازال الواحد منهم ينقر فى موضعه من سفينته ، ديننا وأخلاقنا بفأس فلمه زاعما أنه موصعه وله مطلق الحرية فيما يصنع جاهلا وغيره أن القانون فى السفينة
” إنما هو قانون العاقبة دون غيرها ” فالحكم الصحيح على العمل لايكون بعد وقوعه بل قبل وقوعه
فخطورة دعوات البعض يكمن فيما يسمى التجديد المشبوة والذى وجد له بيئة حاضنة من خلال أفراد أو هيئات ومؤسسات هؤلاء الذين ينتحلون ضروبات من الأوصاف تحت مسميات مختلفة كحرية الفكر والغيرة والإصلاح ، حيث أعطوا لمفهوم الحرية معانى مغايره لماألفته الطبيعة البشرية السليمة فحريتهم تعنى ” الخيانة والزيغ والفساد “
ويجدر بنا إلى أن نشير إلى أن دعوات التجديد والإصلاح الحديثة قد تعددت مشارب وأهداف ومقاصدها ما بين حسن القصد والنية وقبيح الهدف سيىء السريرة يخفى غير ما يظهر
فحديث رسولنا الكريم يقصد به هؤلاء الذين يخوضون معنا البحر ويتسترون تحت مسميات مختلفة وأهداف مشبوهة فهنا يجب اليقظة والحدر الحذر فهوواجب ودور المصلحين ورجال الدين وأمناء الأمة